السبت، نوفمبر 07، 2009

مباراة ولا موقعة حربية؟

غريب جدا تحويل مباراة لكرة القدم لتراشق بالألفاظ والاتهامات بين الإعلاميين فى مصر والجزائر ..
ليه الشحن المعنوى اللى بيحصل ده ؟ ولصالح مين؟
وايه الرسالة اللى هتوصل للناس؟؟
هو ده جزء من التغيير اللى حصلنا كمصريين ولا دى لوثة كروية عابرة؟؟
مش عارفه بس أنا شخصيا يمكن أشوف الماتش وبتمنى متحصلش أحداث شغب وده ممكن يكون طبيعى بعد شحن الناس بالطريقة دى
يا ترى ايه رأيكم؟؟؟

الاثنين، نوفمبر 02، 2009

سكان الكواكب الأخرى

أنت حر مما أنت عنه آيس، وعبد لما أنت فيه طامع
من حكم ابن عطاء السكندرى
مؤتمر الحزب الوطنى فرصة عظيمة لتذكر تلك الحكمة...يطمعون فى السلطة والمال ..يبتسمون ابتسامات مفتعلة ..يقلبون الحقائق...يحاولون الضحك على الجميع مع علمهم أنهم يتعاملون مع شعب من أذكى الشعوب يفهم ويعرف أصول اللعبة ويشاهد المسلسل السخيف وهو يضحك تارة ويبكى تارة أخرى..يتحدثون عن الشعب المصرى وكأنهم هبطوا علينا من كوكب أخر ليحكمونا...أسخفهم على الإطلاق من يتصور ولو للحظة أننا نصدق ...مبارك عليهم ومن أجلك أنت يا عزيزى ويا عزيزتى توقف عن المشاهدة من أجل الحفاظ على صحتك...

الخميس، أكتوبر 29، 2009

أفكار متطايره

  • مش عارفه ليه غسل الأطباق بيمثل لى وقت للإسترخاء والتفكير..يمكن لأنه شىء لا يحتاج لتفكير
  • مين هيحكم مصر بعد مبارك؟؟ سؤال سخيف لأنهم بالتعديل الدستورى حصروا الترشيح فى دائرة ضيفة وبالتالى احنا بنسأل سؤال اجابته تكاد تكون معروفه لكن أنا شخصيا أرفض جمال مبارك لأنه أخد فرصة لا تتوافر للأخرين لمجرد انه ابن الرئيس ..يعنى اذا أخذنا بالكفاءة بالتأكيد هناك من هو أصلح منه..وبصراحه أكتر يكفينا من عائلة مبارك واحد فقد أخذ من الوقت ما يكفى لعائلته لأجيال قادمه...كفاية
  • الناس فى المدينة المنورة وفى الحرم النبوى لا يبدو عليهم أدنى اهتمام بموضوع انفلوانزا الخنازير...عايشين حياتهم عادى خالص وربنا يستر
  • استقالة الوزير منصور أسعدتنى سواء كانت حقيقة أم انها إقالة ولعلها تكون بداية لاستقالات أخرى..
  • صدمتنى إجابة الدكتور راغب السرجانى عن سؤال هل يمكن هدم الأقصى لاننى توقعت أن يقول أن هذا مستحيل عملا بمبدأ "للبيت رب يحميه" ولكنه يجيب بامكانية هدم المسجد ويجيب إجابة مقنعه جدا هو يقول نعم يمكن أن ينجح الصهاينة فى هدم الأقصى ويحذر من ننا جميعا رجال ونساء مسؤولون أمام الله عما يحدث هناك..يمكنكم قراءة المقال كاملا فى مدونة"مهندس مصرى بيحب مصر" وجزاهم الله خيرا..كاتب المقال وناشره
  • بلدنا جميلة ..ده حقيقى ..لكن احنا فقدنا احساسنا بالجمال ...
  • هل احنا شعب عنيف بطبعه ولا اللى بيعملوه فينا وفى بلدنا خلانا فقدنا هدوء الطبع والصبر وليه صوتنا عالى حتى واحنا فرحانين وليه مش بنقول اللى حاسينه وبنزوق الكلام ونقول دى مجاملة؟
  • أنا تزوجت بدون فرح..مجرد كتب كتاب فى قاعة فى دار القرآن العظيم ووزعت شيكولاته وذهبنا لالتقاط بعض الصور وخلاص ..شىء بسيط جدا وبصراحة كنت مقتنعه جداا أنا وزوجى وسعداء ..وأنا بسأل يا ترى الناس قالت ايه وده من باب الفضول وليس من باب القلق وياريت كل انسان يعمل اللى هو مقتنع بيه ويكون سعيد وبلاش نعمل حساب الناس هيقولوا ايه لانهم فى كل الأحوال هيقولوا ..ليه الشباب يتأخر زواجه علشان منتظر يوفر تكاليف الفرح ..بجد ياريت كل بنت تقتنع بان الفرحة مش بالرقص والأغانى والفستان اللى بالآلاف ..الفرحة شىء لازم ينبع من جوانا ..لازم نغير تفكيرنا ونبعد عن التقاليد اللى بتقيدنا ..يارب الناس كلها تفرح
  • بدأت مغامراتى المطبخية ..بعض التجارب ناجحة والباقى مش ولا بد ..بقيت مشاهده بانتظام لقناة فتافيت لعل وعسى مهاراتى تتحسن شوية ..تنصحونى بإيه يا بنات؟؟
  • أفكارى مش مترابطة وكلامى مفيهوش جديد لكن كتبت لأنى نفسى أكتب..خايفه أفقد القدرة على الكتابة فتحملونى ولكم الأجر والثواب

السبت، أكتوبر 24، 2009

لماذا؟؟؟؟

لا أعلم سر الحملة ضد النقاب ولا أعلم لماذا فى هذا التوقيت بالذات ولكنى أتعجب من بعض الأقلام التى لا تكتب الا لتهاجم المنقبات وكأنهن سر البلاء وكأن كل مشكلاتنا ستٌحل إذا اختفى النقاب.
استوقفتنى اليوم عبارة للدكتور خالد منتصر الذى يجند قلمه لمحاربة النقاب وأرى انه قد شط ويبدو أن العداء للنقاب أنساه أننا عندما نتحدث عن الله عز وجل فلا بد من أن نعرف أين نتوقف وهذا ما استوقفنى وأترك لكم التعليق
ولا حول ولا قوة إلا بالله
هذا هو المقال كاملا وهو منشور فى المصرى اليوم

المرأة هاجس الدعاة الجدد ووسواسهم الأكبر
بقلم خالد منتصر ٢٤/ ١٠/ ٢٠٠٩
معظم سكان العالم شرقاً وغرباً يتعاملون مع الرب سبحانه وتعالى على أنه مصمم الكون، إلا الدعاة المصريين المكبوتين الجدد الذين سمموا حياتنا، فهم يصرون على التعامل مع الرب على أنه مصمم أزياء!، حاشا لله أن تكون هذه مهمة الرب، إن الرب أقدس وأسمى من تصوراتهم المريضة بأن يتفرغ سبحانه للمرأة وهل تكشف وجهها أم تخفيه؟، وكم من خصلات الشعر تظهر؟،
وما هى مواصفات زيها الإسلامى؟، وهل هو الإسدال أم الخمار أم النقاب أم الحجاب أم الشادور أم الحجاب التركى المدندش ذو الطبقات السبع؟، وهل النقاب بعين واحدة أم بزوج من العيون؟، وهل لونه أسود أم أبيض؟، وهل تضع بيشة أو ستاراً شفافاً على فتحة العينين أم لا؟،
وهل تظهر قرط الأذن أم تخفيه خشية ظهور غضروف الأذن وصيوانه؟!، وهل يسمح لها بنتف شعر الحاجب أم تكون بذلك قد ارتكبت جريمة التنمص وصارت نامصة متنمصة متلصصة؟!
هل هذا معقول؟! إننى لا أتحدث، الآن، عن تفاصيل فقهية، ولكنى أتحدث عما هو أشمل من ذلك، أتحدث عن فلسفة الإيمان وعلاقتنا مع الرب العظيم المقدس، هل هى علاقة حب أم علاقة خوف؟،
هل هى علاقة تربص من خالق بمخلوق ضعيف تنصب له الفخاخ تلو الفخاخ ليقع فيها ثم يشوى «باربكيو» فى النهاية، أم أنها إعمار فى الأرض وسيادة ضمير واستحقاق استخلاف؟.. ليس من المعقول ولا من المنطقى ولا من الإنسانى أن أحول علاقتى الإيمانية القدسية إلى علاقة بين مرعوب ومرعب، أو بين مرتعش ومنتقم!
الزى ليس التطور الطبيعى لورقة التوت، وليست وظيفته مجرد التغطية، ولكن له وظيفة أهم يستعملها كل البشر، الزى لغة حوار ورسالة توصيل وشفرات تلغراف، أحياناً يكون الزى رسالة تعبر عن مهنة، أنا ببالطو أبيض فأنا طبيب، أنا بزى عسكرى إذن أنا ضابط.. وهكذا، وأحياناً تكون رسالة طبقية، أنت ترتدى سينييه أو ماركة عليها تمساح أو علامة صح أو بولو... إلخ،
فأنت ثرى أو شيك أو المفروض ألا تجلس مع الناس البيئة!!، والمنتقبة ترسل رسالة بهذا الزى، أنا أفضل ديناً منكن يا سافرات وحتى يا محجبات، أنا معزولة عن المجتمع بستار سميك وعلى المجتمع أن يلائم ظروفه ويلوى عنقه حتى يلائم ظروفى، وعليكم أن تجندوا سيدات لتفتيشى فى الجامعة والمرور والمصالح الحكومية... إلخ، أنا طلع فى دماغى كدة، وحبيت كدة، وعلى المجتمع كله أن يتشكل كالأميبا ليصبح على مقاس ما أحبه وما أفكر فيه!
تنزه الله عن كل هذه السفاسف التى اخترعها سماسرة الدين من المؤلفة جيوبهم، الرب هو الذى خلق التغير الزمنى والظروف التى تتبدل، ووضع القواعد العامة المرنة لهذا التغير والتبدل، وهو رحيم غفور يحب عباده، ولا يدعى كائن مَن كان أنه يمتلك صكوك الغفران وباسبورتات الفردوس، وإذا ادعى ذلك فهو كاذب، والدين أقدس وأسمى وأعظم وأجلّ من تحويله بواسطة دعاة النقاب إلى محل ترزى.

الخميس، أكتوبر 22، 2009

الحج وانفلوانزا الخنازير

بدأ توافد الحجاج وعادة ما يكون حجاج الشرق الأوسط من ماليزيا وباكستان ومعهم حجاج تركيا هم الأسبق فى الحضور وعادة يكونون أخر من يغادر. بالأمس ازدحم المسجد النبوى بهم وحينما ترى الأعداد يبدأ عقلك فى التفكير فيما يمكن أن يحدث لو أن انفلوانزا الخنازير بدأت فى الظهور وكيفية مواجهتها خاصة ونحن نعلم أن عدد الحجاج لا يقل بأى حال من الأحوال عن مليونى حاج.
كل من يعيش فى الأماكن المقدسة يعلم ما تبذله المملكة العربية السعودية لرعاية هذه الأماكن ومشاريع التطوير المستمرة ونلمسها بأنفسنا لكننا على الجانب الأخر نعلم أن هذه الأعداد تفوق طاقة المملكة واننا فى كل عام نحبس أنفاسنا حتى يمر موسم الحج بسلام.
امكانيات المملكة الطبية يعلمها كل من حضر موسم الحج وهى لا تكفى بالتأكيد لمواجهه وباء محتمل ولهذا اتعجب كيف لا تكون هناك جهود موحدة على مستوى العالم الاسلامى لمواجهه السيناريوهات المحتملة.
ان من ذهب إلى الحج يعلم أن الزحام قد يعوق جهود الاسعاف فى حالة زيادة الحالات التى تحتاج اليه فعند انتقال الحجاج من عرفات إلى المزدلفة نرى جميعا الصورة على شاشات التليفزيون وهناك من رأى بعينه عدد السيارات والوقت الذى تستغرقه والذى لا يقل فى اى حال عن 4 ساعات اذا افترضنا أن الطريق لا مشاكل فيه فماذا لو افترضنا أننا نحتاج إلى اسعاف حالات وسط هذا ا لزحام كيف يكون التصرف
أنا أظن ان الأمر كان يجب أن يكون جماعيا وأنه كان لا بد من اشتراك الجميع بكل ما يملكون من امكانيات فى مواجهه الوباء المحتمل وهذا بعض ما أظن انه يجب أن يكون

1. توفير اسعاف طائر بأعداد كبيرة وأطقم مؤهله وان لم تتوفر فى المملكة يكون على كل بعثة أن ترسل واحدة
2. فتح باب التطوع لجلب الأعداد اللازمة من الأطباء المتطوعين من التخصصات المطلوبة كالأمراض المعدية وأمراض الباطنه والحالات الحرجة والتمريض وطب الطوارىءوغيرها
3. توفير سيارات مجهزة تكون بمثابة معامل متنقلة بأعداد كبيرة محسوبة طبقا لخطة تصورية تقوم على سؤال واحد ماذا لو انتشر الوباء وما هى الأعداد المحتمل اصابتها وسيارات أخرى تكون بمثابة غرف للعناية المركزة
4. اذا لم تستطيع المملكة توفير عقار التاميفلو المعالج لهذا النوع من الانفلوانزا والأدوية الأخرى التى تعالج المضاعفات المحتملة يكون على كل بعثة توفير ما يكفى منه حتى لا نجد أنفسنا عاجزين عن علاج المرضى.
5. أن توفر كل بعثة لكل حاج الكمامات الواقية والتى تكفى المدة التى سيمكثها فى المملكة
6. توفير مشرف صحى لكل مجموعة تكون وظيفته توعية الحجاج ومراقبة مدى الالتزام بالإجراءات الوقائية وخاصة بين كبار السن
7. وجود ترمومتر دقيق لكل مجموعة وفى كل سيارة ..يبدو انه شىء بسيط ولكن مثل هذه الأشياء البسيطة أحيانا تصنع فارقا كبيرا
8. الاهتمام بكبار السن وخاصة اننا مثلا فى مصر وقد أصدرنا قرار بمنع الكبار أكثر من 65 سنة وأيضا من أقل من هذا السن ولكنه مصاب بأمراض مزمنه ولكننا جميعا نعلم سهولة الحصول على الشهادات الصحية فى بلادنا وفى هذه الحالة سنواجه كارثة ولذلك يجب على وزارة الصحة عدم التساهل فى مثل هذا الأمر

بالطبع هذه مجرد أفكار قد لا ترقى لأن تعرض حتى على القارىء العادى ولكنى رأيت أن من واجبى أن أفكر معكم بصوت عال فيكفيينا عشوائية فى التخطيط
يجب أن تكون خطة مواجهه الوباء فى موسم الحج خطة دقيقة مبنية على سيناريو واضح يتضمن عدد الحالات المحتملة ومدى مناسبة امكانيات المملكة للتعامل معها ولا أرى عيبا قط فى أن تعترف المملكة بقصور امكانياتها وحاجتها للمساعدة
يجب أن نتعامل مع الموقف تعامل منهجى على أسس علمية ونترك العشوائية جانبا لأن العشوائية وسوء التخطيط يمكن أن يساوى فقد آلاف الأرواح ولا عذر لنا اذا قصرنا
الإسلام يدعو الى التوكل وحقيقة التوكل هى عمل مع ايمان عميق بأن الأمر فى النهاية بيد الله وهو لا ينافى الأخذ بالأسباب
"التوكل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب ، بل إن الأخذ بها من صدق التوكل ، وصحة الدين ، وسلامة المعتقد ، وقوة اليقين ، لكن البلاء كل البلاء ، والشر كل الشر، هو الاعتماد على الأسباب وحدها ، ونسيان المسبب وهو الله سبحانه ، فالاعتماد على الأسباب وحدها خلل في الدين ، وترك الأخذ بالأسباب خلل في العقل"
أرجو أن يمر الموسم بسلام وأن يعود الجميع سالمين مغفورا لهم
----------------------------------

أشكر الجميع على مشاعرهم التى استشعرت صدقها وأرجو من الله أن أتمكن من دوام التواصل معكم فقلما يجد الإنسان من يسأل عنه لغير مصلحة ومن يبادله الود دون أن يعرفه
أشكركم جميعا واتمنى أن تدعو لى ولزوجى أن يجعل الله بيننا مودة ورحمة وأن يجعل بيتنا بيتا مطمئنا
اسمحوا لى أن اوجه كلمة إلى روفى حبيبتى والتى كتبت بوستا كاملا معبرة عن فرحتها بزواجى
روفى
أشكرك على البوست وعلى كل الحب الذى استشعرته منك ويعلم الله اننى أيضا أحبك

الاثنين، سبتمبر 14، 2009

أين عقلى؟

وحشتونى
ووحشتنى جنة
أحاول استعادتها
ولكنها تأبى أن تعود
ربما لاننى أصبحت ذات عقل فارغ
وربما لان خيوط العقل تشابكت فلم يعد فى مقدورى أن انسج منها شيئا يقال
---------------
كل عام وانتم جميعا بخير
تقبل الله منكم جميعا الصيام والقيام

السبت، مايو 30، 2009

الحب الخالص

بعد صلاة الجمعة فى الحرم المكى ..أصلى السنة ثم أجلس قليلا للتأمل والدعاء ..تخلو الصفوف الأمامية وينصرف الناس إلى شئونهم التى لا تنتهى ..أراها لأول مرة فقد حجبها عنى المصلين ...طولها يشى بعمرها الذى لا بد أنه يقترب من الثالثة أو الرابعة عشر..أطرافها شديدة النحول زادتها طولا..ترقد على الأرض فى وضع يشبه وضع الجنين ..تنظر إلى أعلى وكأنها تناجى ربها..هادئة..يلفها السكون ..إذا كنت قد رأيت أطفالا بمثل حالتها فستعرف أنها مصابة بالشلل الدماغى ..كانت وحيدة لدقائق ..ظللت أتأملها وأتخيل ذلك الإبتلاء وتلك النفس التى لا تحمل شيئا لأحد إلا الحب الذى لا تعبر عنه إلا بعينيها...تقطع تأملاتى طفلة أخرى ربما فى الحادية أو لثانية عشر ..تشبه تلك الراقدة كثيرا وإن كانت ممتلئة الوجه تبدو عليها علامات الصحة والنشاط... تقترب من الجميلة الراقدة ثم تجلس بجوارها وتحملها كما تحمل طفلا رضيعا ..تضمها إليها وتهدهدها فيظهر الإرتياح على الوجه الجميل
المشهد يدمى أشد القلوب قسوة وتنساب الدموع من أكثر العيون تحجرا
سبحان من جعل رقة القلب والحنان فى قلب الصغيرة لأختها
سبحان من علمها الأمومة ومعنى العطف والحنان وسبحان من جعل الجميلة الراقدة آية لمن أراد أن يتدبر
رب كم من نعمة أنعمت بها على قل عندها شكرى
وكم من بلية ابتليتنى بها فقل عندها صبرى
فيا من قل عند نعمته شكرى فلم يحرمنى
ويا من قل عند بليته صبرى فلم يخذلنى
يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا
ويا ذا النعماء التي لا تحصى عددا
أسالك أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
-------------------------------------------
أسألكم الدعاء لكل مبتلى
جعلتنى الصغيرة أكتب فهو مشهد انسانى يحمل من المعانى بأكثر مما أستطيع التعبير عنه فلكم أن تستخرجوا من المشهد ما ترونه من الدروس والعبروأعتذر منكم أن العودة هى بتدوينة عن الإبتلاء ولكنها الوحيدة التى حركت قلبى وأجربتنى على الكتابة فما كنت لأحرمكم من مشاركتى فى مشاعرى التى تحركت لرؤية ذلك الحب الخالص الذى قلما نراه هذه الأيام
وأسألكم الدعاء لكل مريض
------------------------
أشكر كل من سأل عنى برسالة على الجوال أو تعليق أو بريد الكترونى
أسعدنى سؤالكم عنى وأشعرنى بمدى قربكم منى رغم البعد المكانى
جعلنا الله اخوة متحابين فى الله ودمت لى أصدقاء وقراء أجدنى أعجز عن أن أرتقى إلى المسؤولية التى حملونى اياها
جزاكم الله عنى خير الجزاء

الجمعة، أبريل 17، 2009

إعتذار ومحاولة للفهم

أعتذر لكل أصدقائى ..
أعتذر لأنى لا أستطيع التواصل معكم
فأنا متوقفة فى محاولة للفهم
فهم أصعب ما يمكننى فهمه
أنا أحاول أن أفهم نفسى
أحاول أن أعيش فى هذا العالم المادى الذى كاد أن يخلو من المشاعر
أحاول أن أفهم لماذا يتسابق الناس وعلى أى شىء
أحاول أن أكمل المسير ومن داخلى أرفض هذا السباق
أرفض ان أكون فيه
أرغب فى أن أجلس فى مكان خالٍ بعيدا عن هذا السباق المحموم
أحاول أن أتغير كى أتأقلم فلا أستطيع
أحاول أن أكون مثلهم فأجدنى حقيقة لا أريد
فهل الحل أن أمضى مسلمه أن هذا هو العالم وأنى لا أملك الا أن أعيش فيه
هل الحل أن أسلم أن الخطأ بداخلى ؟؟
لا أعرف
أعذرونى ان حاولت الفهم فأنا لا أملك إلا المحاولة
أسألكم الدعاء

الخميس، أبريل 09، 2009

أسئلة

لسه ناوى على الرحيل؟؟
تفتكر مالوش بديل؟؟
سؤال وجيه يطرح عدة أسئلة فلماذا يسافر المصرى ويختار أن يترك أهله ووطنه ويعيش فى غربة؟؟
لماذا وهو من أكثر الجنسيات حبا لوطنه ولن تسمع مصرى إلا وهو يحدثك عن الشوق إلى بلده ونيله ؟؟
لماذا يتحمل أحيانا معاملة غير مرضية ومشاكل مع الكفيل أو تعرضه للفصل من عمله بدون إبداء أسباب؟؟
ولماذا أحيانا يضطر أن يترك زوجته وأولاده ليمر العام دون أن يراهم ؟؟؟
هل نحن بطبيعتنا محبين للغربة كالشعب اللبنانى مثلا؟؟
أسئلة لها إجابات مختلفة عند كل من اختار السفر
حينما تختار السفر سيتهمك البعض بانك قد اخترت الحل السهل وانك لم تصبر بما يكفى
سيقولون انك قد قفزت من السفينة الغارقة واخترت لنفسك النجاة بعيدا عنها
السفر هو خطأ تحتاج أن تبرره وتدافع عنه
تتألم حينما يتهمك البعض بأنك لا تشعر بمشاكلهم ولا يجب عليك أن تتحدث عنها
تتألم حينما يشككون فى حبك لبلدك لأنك اخترت أن تسافر
تتألم لأنك عشت حياتك تحاول وتحاول ولم تسافر إلا حينما أصبح السفر هو الاختيار الوحيد
أنا شخصيا حينما أجد شبابا يعانى من البطالة أشجعه على السفر
من فترة كنت فى إحدى محلات المنتجات الجلدية وكان البائع شابا مصريا وكنا مجموعة من أعضاء هيئة التدريس فى الجامعة وإذا بالشاب يشكو لنا كيف انه خريج جامعى وانتهى به الحال أن يصبح بائعا فى محل فقلت له يا أخى أنت أفضل من غيرك فأنت على الأقل تعمل ألا تعرف أخرين يعانون من البطالة فقال لى انه يعرف كثيرين وأنه له أصدقاء فى الثلاثين من عمرهم وما زال أهلهم ينفقون عليهم وأن بعضهم قد انتهى به الحال إلى تعاطى المخدرات وجلسات القهاوى
والأمثلة كثيرة


من أين يأتى التغيير؟؟
اضراب السادس من إبريل ما زال يطرح أسئلة
فمن أين يبدأ التغيير؟؟
هل بتغيير الحكومة والرئيس سيتغير حالنا فى يوم وليلة ؟؟
أم أن التغيير يجب أن يكون على كل المستويات من رئيس البلد إلى أصغر مواطن
التنمية لن تأتى لنا على طبق من فضة ولكنها تحتاج إلى جهد فى ظل بيئة خالية من الفساد ومن الواسطة والمحسوبية
أنا أرفض القول بأن على الشعب فقط أن يتغير وحجة أن الفساد موجود فى كل مكان
نعم الفساد موجود فى كل مكان ولكنه درجات وأعتقد اننا وصلنا إلى درجة عالية تضيع معها كل جهود التنمية
100 مليار دولار هى حصيلة الأموال المنهوبة والمهربة خارج مصر
كيف يمكن أن يستمر رئيس حدث فى عهده هذا؟؟
وبأى منطق نقول اننا شعب فاسد وأن علينا أن نغير من أنفسنا دون أن يتغير الرئيس و تتغير الحكومة؟


سيادة الرئيس
أنا أتعهد بأننا لن نحاسبك ولن نلاحقك قضائيا
خذ ما شئت من أموال وما شئت من تعهدات تشعرك بالأمان
وأرحل واترك للأخرين فرصة
مواطنه مصرية


الأحد، أبريل 05، 2009

خطيبى أصغر منى


جاءتنى تريد أن تتحدث معى ..كانت تبدو مجهدة وقلقة ..أعرفها منذ سنوات..رومانسية ولكنها تحتكم إلى عقلها ..توازن من النادر وجوده..تقدم لها شخص ما وعائلتها ترفضه..نظرت فى عينيها فعرفت أنه شخص مختلف ..عائلتها تراه فى مستوى اجتماعى أقل وتتهمه بأنه طامع فى مالها أما هى فلا ترى ذلك بل تراه شخصا صادقا يحبها وقد دخل البيت من بابه..قلت لها أنها طالما مدركة للعواقب المحتملة ومستعدة لتحملها فلا بد أن تحاول إقناع أسرتها بكل الطرق الممكنة ولكنى شعرت أن رد فعل أهلها مبالغ فيه وسألت سؤالا عاديا عن عمر الخطيب...فوجدتها مترددة فى الإجابة ...فقالت أنه أصغر منها...فقلت لها اننى أعرف زيجات ناجحة كثيرة والزوج يصغر الزوجة بأعوام تتراوح من 3 إلى خمسة ولكنها قالت لا هو أصغر بكثير..فسألتها مرة أخرى فقالت لى أنه يصغرها بعشر سنوات كاملة... ظهرت على وجهى الدهشة وقلت لها أن هذا فارقا كبيرا فحكت لى عن صراعها مع نفسها طوال عامين ومحاولتها لرفضه فى البداية ولكنه يعاود التقدم إليها فتزداد قناعة بصدقة...بصراحة أنا محتارة جدااا ولا أعرف بماذا أنصحها فأنا أراه فارقا كبيرا وربما أدى إلى فشل الزواج ..
مش عارفة بجد أنصحها بإيه وهل تجدى النصيحة حينما يقرر القلب ؟؟؟ لا أعرف
أحتاج رأيكم فربما وجدت عندكم الإجابة ...
نسيت أقولكم هى عندها 41 سنة
على الهامش
الصورة هدية للبنات....

الأربعاء، أبريل 01، 2009

حقيقة الحياة

"يا رب قد تجف قدميّ ، و تسرع خطواتي ، و رغم الأرض الصلبة من تحتي ، إلا أنني أعلم أنها ما هي إلا جزيرة وسط البحار المتلاطمة ، و أن اليم ينتظرني ، و ألا مهرب لي منك سواك"

المهندس أحمد كمال- مدونة رحايا العمر




كان يومها عاديا لا شىء فيه غريب
السنة الدراسية قاربت على الانتهاء
رسالة الدكتوراة طُبعت

المناقشة بعد اسبوعين
فى الحافلة نسيت دعاء السفر

كانت منشغلة بمراقبة الطريق برغم أنها كانت تجلس بعيدا عن النافذة
صوت انفجار

"
ياساتر يا رب"
لحظات غابت فيها عن العالم وأفاقت لتجد نفسها على الأسفلت.. كان ساخنا
..
الدماء كانت على وجهها وآلام رهيبة تمنعها من الحركة...قطع زجاج متناثرة
لم تصرخ فلقد كانت المفاجأة شديدة والألم يحبس صوتها فلا يصدر منها إلا آنات
ينزل الزملاء من الحافلة

لم يصب أحد إلا هى
اخترقت زجاج النافذة لتستقر على الأرض
كيف حدث هذا لا أحد يعرف

أصوات حولها وتليفونات
وبعد قليل صوت سيارة الإسعاف
ذهبوا بها كانت السيارة مسرعة وكانت خائفة فقد تركها الجميع وأكملوا طريقهم برغم انها قالت لهم لا تتركونى وحدى ولكن كُل كانت لديه أعمال
زملاء العمل تركوها وليسوا أغراب
فى استقبال المستشفى وجه تعرفه

زميل فى نفس الدفعة
أرجوك مش قادرة أتحمل الألم

ادينى حاجة أنام
استنى لما نعرف الحالة انت عارفة
معلش أرجوك
لحظات والدواء يسرى فى عروقها فتغيب عن العالم

مشاهد متفرقة حجرة الأشعة
وحجرة العمليات
أصوات ونقاش
كسور وعملية
أفاقت على آلام رهيبة وحجرة بيضاء
وأمها تبكى بشدة
صرخات الألم تعلو
مسكنات قوية
ماذا حدث ؟؟
تتذكر
أيام تمضى والألم لا يطاق
مضاعفات

مياه على الرئة
يصبح التنفس صعبا
زميل أخر
وابرة كبيرة تدخل الى الغشاء البلورى لتسحب السؤائل
الأم تفقد وعيها من هول المشهد
تمر أيام الألم
تبقى حبيسة الفراش لمدة شهرين
تعرف معنى النعم
أن تمشى
أن تستطيع أن تفعل كل شىء بنفسك
ولنفسك..أمور الحياة العادية أصبحت شاقة
ولكن ياللعجب
كانت أكثر أيام حياتها سعادة

شعور غريب بالرضا
شعور بنعمة الحياة
شكر لله

الحجرة لا تخلوا من الزوار
زملاء وطلبة وأخرين لا تعرفهم
كتب اذكار وادعية
دعواتهم

أحاديثهم ..تشجيعهم
مرحهم

انت ازاى وقعتى كده ..زى الكرتون بالضبط
تفكير ايجابى ومذاكرة ولم لا
الوقت طويل
أشرطة للشيخ عمر بن الكافى وعمرو خالد
الحياة من هذه الحجرة البيضاء كانت تبدو حلوة
غريبة
شعور يغمرها هدوء..رضا وسلام


يقولون ربما تمشى بصعوبة
بعد أربعة أشهر يراها زميل
ويتعجب كيف لم تصب بأى مضاعفات

كأن شيئا لم يكن ..حركتها طبيعية

يتعجب هو أما هى فتحمد الله

قالوا ستصاب بالعرج
تمشى الآن وتجرى
وكأنهم برغم علمهم لا يضعون فى الحسبان
انه هو فقط الشافى
" واذا مرضت فهو يشفين
"
---------------------------

ذكرتها بما ظنت انها نسيته
التفاصيل كثيرة
كانت وعكة

الحمد لله


-----------------------

أحيانا يكون الابتلاء هو عين النعمة
لانه يذكرك بالمعنى الحقيقى للحياة
قد تنتهى فى لحظة
"فاملء عينك من أحبابك واشعرهم بقيمتهم لديك فى كل يوم
"
معنى اتذكره ولا اذكر الكلمات تحديدا
-------------------------

هذا البوست كان تعليقا لى على تدوينة "وعكة" فى رحايا العمر

تعلمت من تجربة المرض ما لم اتعلمه فى عمرى كله

  • خرجت من بيتى فى الصباح وأنا أظن اننى سأعود اليه فى نهاية اليوم ..فعدت اليه بعد شهرين كاملين قضيتهم ملازمة للفراش فى المستشفى " ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا " . و
  • كان فى الحافلة أخرين ولم يصب أحد باصابات بالغة والحمد لله وعادوا جميعا لبيوتهم فأيقنت "أن ما أصابك لم يكن ليخطأك" واننا فى هذه الحياة لا نستطيع أن نرد أقدار الله
  • غمرنى شعور بالرضا وكان نعمة كبيرة بل ادعى اننى كنت سعيدة برغم هذا الابتلاء فأدركت أن السعادة شىء ينبع من داخلنا ولا علاقة له بما حولنا وأنه نعمة أخرى من الله " وأنه هو أضحك وأبكى" ولكننا نشكو دائما وننسى ما نحن فيه حتى يأتى حادث ليذكرنا
  • ملابسات الحادث كانت غريبة ولكن الله كان لطيفا بى ..من رأى الحادث تعجب كيف نجوت ولكن رحمة الله واسعة
  • فى سيارة الاسعاف كنت وحدى خائفة ولا أعرف لماذا أدركت أننا كما جئنا لهذا العالم فرادى سنغادره فرادى حتما ولن يصحبنا الا عملنا و ادركت قسوة الموقف "وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً "- مريم آية 95
  • ما زلت أخشى نفس الطريق الذى أصبت فيه و لا أعتقد ان عندى من الشجاعة ما سيجعلنى أقود سيارة فى يوم من الأيام
  • فى هذه الأزمات يلتف الناس حولك ولكن من يبقى حولك طوال الوقت هم أهلك ووقتها عرفت أنهم لا بد أن يكونوا رقم واحد فى حياتى
  • فى بلادنا حياة الانسان بلا ثمن ..سيارة الاسعاف لم تتأخر ولكنها كانت سيارة بسائق ومسعف وكل ما فعلوه هو نقلى الى المستشفى ولا أدرى ماذا لو انى كنت مصابة بكسور فى عمودى الفقرى أو نزيف داخلى شديد..زميلى قال لى اننى وصلت فى حالة صدمة من الالم ..سيارة الاسعاف يجب أن يكون فيها طبيب على أعلى مستوى ..بل يجب أن يتم تدريبة فى ارقى مراكز الطوارىء حتى وان كانت خارج مصر ويتساوى فى ذلك سيارات الاسعاف فى الصعيد أو فى وسط القاهرة فالفقير له حياة لا تقل أهمية عن الغنى القادر بل لعله أفضل منه عند الله ونحن كما قال رسول الله نُرزق بفقرائنا وضعفائنا
  • الدروس كثيرة ولكننى أخشى أن أطيل عليكم..أتمنى أن يمتعكم الله بالصحة
  • الحمد لله...الحمد لله ...الحمد لله

الأحد، مارس 22، 2009

وداعا أيها الحزن

إقامتى فى المدينة عاملة زى الحلم الجميل اللى خايفة أصحى منه ..كل ما أدخل ساحة الحرم ابص حواليا وأنا مش مصدقة انى أنا هنا ..كفاية انى أدخل وأقعد تحت أى عمود وأنسى الدنيا ..بحب كل حاجة فيه ..الرخام الأبيض اللى بيشع برودة ..السجاد الأحمر ...السقف والعواميد..حلقة القرآن وصحبتها الجميلة..زميلاتى من سوريا، السودان، فلسطين، السعودية، الجزائر وطبعا مصر..كل واحدة بشخصيتها وعاداتها ولهجتها الجميلة ووقت لما نقرى القرآن كل اللهجات تنتهى ونتكلم كلنا بلغة واحدة... أصوات أئمة الحرم واللى بتخليك بتستمتع بالقرآن... المدينة فيها راحة نفسية عجيبة..مهما قابلتنى من مشاكل فاحساسى انى لسه هنا بيهون كل المشاكل ..أنا هنا مش فى غربة ..أنا هنا فى جنة الأرض...والحاجة الوحيدة اللى بتنكد عليا احساسى انى ممكن اسيب المدينة فى يوم من الايام..اعتقد انه هيبقى يوم صعب جداا وبتمنى انه ميجيش..اللهم اجعل لى فى المدينة مقاما ورزقا حلالا واختم لى فيها بالصالحات



---------------
وقفت أصلى العشاء وعلى يمينى سيدة تركية والأتراك من الشعوب المنظمة اللى بتلاقيها دايما فى جماعة ..حتى زيهم متقارب ودايما باللون البيج أو الرمادى سواء كانوا رجال أم سيدات..بيحاولوا يكلموك برغم انك مش هتفهم حاجة لكن بيستمروا ومن ابتساماتهم واشارتهم تحس بسعادتهم وودهم..السيدة اللى على يمينى كانت بتكلمنى ومن اشاراتها فهمت انها بتشاورلى انى اتقدم للمكان الفاضى فى الصف الامامى..رديت عليها وشاورت على الاخوات الايرانيات اللى وافقين..ضحكت لانها فهمت قصدى..اللى واقفين شيعة وتقدر تميزهم بسهولة جداا..ايه اللى خلانى مش عايزة أقف معاهم ..فيه بعضهم بيخالف الامام يعنى الامام يركع هما يسجدوا وبالتالى ممكن أتلخبط لكن السبب التانى هو حاجز نفسى مالوش سبب محدد ..لكن خلانى مش قادرة اصلى جنبهم
يا ترى أنا متعصبة؟؟ ..انا من اكتر الناس اللى بيقدروا الاختلافات بين البشر ولو وقفنى اى حد من الشيعة يسألنى عن اى حاجة بقف واكلمه من غير اى مشكلة ..بس هل يا ترى الموقف ده معناه ان الواحد ممكن يقول كلام وساعة التنفيذ ميقدرش يطبقه
مش عارفة الحقيقة..أنا مندهشة من نفسى



---------------
انا طبعا بدرس فى الجامعة..هنا بدرس فى كلية للبنات بس وبصراحة سعيدة جداا ان العمل مافيهوش اختلاط لدرجة انى حاسة انى بقيت اجتماعية اكتر..انا بطبيعتى هادية جداا وقليلة الكلام والاخوة المدونين اللى قابلونى فى الصيف لاحظوا كده..لكن هنا العمل مع النساء فقط اعطانى احساس بالحرية اكتر وحاسة انى بقيت بتكلم اكتر ..بس طبعا فيه عيوب ..الستات بيتكلموا اكتر وبيراقبوا بعض ..اللبس والحالة النفسية واخبارك ورحت فين ومين قال ومين مقلش
يعنى برضة تحس انهم على حريتهم
لكن متعة التدريس فى التعامل مع طالباتى.. التدريس خبرة متبادلة..يعنى انا بعلمهم وبتعلم منهم ..الحكايات معاهم كتير..لكن مرة كانت عندى طالبة راجعة من العمرة ولاقيتها بتقولى يا دكتورة انا اكتشفت فى العمرة دى اكتشاف خطير..اندهشت وقلتلها خير..قالتلى اكتشفت انى بحبك...طول ما انا فى الطواف والسعى وانتِ فى بالى..كلامها كان سحرى وساعتها معرفتش اقولها حاجة غير انى كمان بحبها ودى فعلا الحقيقة مع انها علطول بتتكلم فى المحاضرات واليوم اللى متتكلمش مع زميلتها بقلق عليها وبدل ما اسكتها..اقلها ايه انت مالك النهاردة ساكته يعنى؟؟
أما اختها فالجمعة اللى فاتت بعتتلى رسالة جميلة على الموبايل والجميل انى انهيت الكورس اللى بتاخده معايا فى الترم اللى فات ..يعنى مش عايزة منى حاجة ومافيش اى مصلحة للمصلحة
إذا لم تطب فى طيبة عند طيب به طابت الدنيا فأين تطيب؟
وإن لم يجب ربى الدعاء بأرضها ففى أى أرض للدعاء يجيب؟
يا ساكنى أكناف طيبة كلكم للقلب من أجل الحبيب حبيب
أهل المدينة طيبين قوى بجد


---------------------------

من مقدمة رواية "لا شىء يهم " لمحمد الغزالى
لماذا نكتب ؟
نكتب
لأننا كل يوم نشعر أن جدار الظلام يزحف علينا من كل ناحية
يحاول أن يعمي بصيرتنا كما نجح مع آخرين
نكتب لكي نثقب في جدار الظلام هذا ثقبا يمر النور منه للأجيال
نور … يروي ظمأ الباحثين عن الحق وعن الطريق القويم وعن الحياة الأفضل
نور ...يجدد قلوبنا بحق لتصير قلوبنا الأنانية والمتعصبة والشريرة… قلوب ترحم وتغفر وتحب الجميع ...
نور أنار أذهاننا بحق فصرنا لا نـُخدع ولا نـُغيب ولا نـُضلل بتقوى خارجية … أو بكلام جميل تحت اسم الله

هذا الكلام اهديه لكل من يكتب بصدق ولكنه اهداء خاص
إلى عُمر صاحب المدونة التى تحمل اسمه والتى قام بحذفها من فترة ليست بعيدة
فى اخر بوست كتب تعليقات زواره التى أثرت فيه واليوم أقول له أن التأثير كان متبادل
كلماتك كانت نورا أضاء للأخرين الطريق
وأنت تبدأ عام جديد من حياتك اتمنى لك كل خير واتمنى أن يكون العام القادم عاما تودع فيه الأحزان
يا عُمر " ولسوف يعطيك ربك فترضى"
-----------------------------------
شكر خاص لمحمد الغزالى لانه سمحلى باقتباس كلماته ..الف مبرووك يا محمد نجاح مجموعتك القصصية "ساديزم" وعقبال المجموعة التانية باذن الله

السبت، مارس 14، 2009

الإطار الفارغ


دارت فى الحجرة وهى سعيدة فكل ركن فيها لوحة فنية تستحق التأمل فقد استخدمت موهبتها فى مزج الأصالة بالمعاصرة ..كل ركن هو عمل قائم بذاته والأهم أنه نُفذ كما أرادته تماما.


يحتل مكتبها الركن الأكثر تميزا وقد أضافت الإضاءة إليه إحساسا رائعا، على يمينه تماما يقع ذلك الجدار الذى امتلأ بالشهادات والجوائز والتى انتقت لها أكثر الاطارات أناقة أما الجزء الرئيسى فى منتصف الجدار فقد تركته لتضع عليه صورة أول تصميم يخرج من مكتبها...سنوات وهى تعمل لدى الأخرين والجميع يتفق أنها موهوبة .. مهندسة ديكور بدرجة فنانه تستحق أن يكون لها مشروعها الخاص وعلامتها التى لا يشاركها فيها أحد . بعد شهور من حصولها على الدكتوراه ها هى تحقق الحلم وما هى الا أيام وتفتتح المكتب. كل ما ستفعله هو إحضار بعض الزهور ونثر بعض العطر الشرقى فى أرجاء المكان ليكتمل الاحساس بأنه أتٍ من زمن أخر ..زمن جميل تمنت لو تعيش فيه.
خرجت إلى حجرة استقبال العملاء والتى بدت أيضا فى صورتها النهائية وعندما اطمئنت أن كل شىء على ما يرام أغلقت المكتب وغادرت وان كانت تتمنى لو بقيت فيه حتى يوم الافتتاح.



قادت سيارتها وأدرات المذياع لتعرف أخر الأخبار فما زال أمامها نصف ساعة تقطعها حتى تصل إلى منزلها .. كان الطريق مزدحما فانشغلت به عن سماع الأخبار ولكنها تنبهت حينما وصلها صوت فايزة أحمد تغنى "ست الحبايب"
لم هذه الأغنية بالذات وفى هذا التوقيت ..لقد نسيت أن عيد الأم على الأبواب ..اهتمامها بالمكتب أنساها موعده تماما ..الأغنية تعصف بقلبها وتتركه نهبا للشعور بالافتقاد ..انهمرت دموعها ولم تستطع أن تتحكم فيها وكيف لها هذا وهى تفتقده بشده ..تفتقد يديه الصغيرتين وعينيه اللتين تشعان براءة ..تفتقد ضمته التى تمنحها الدفء والشعور بان الحياة ما زال فيها ما يستحق أن تعيش لأجله...حتى شئونه الصغيرة...ملابسه التى ستجعل لها خزانه خاصة ..لعبه التى ستشتريها قبل أن يكون قادرا على استخدامها..زجاجة اللبن التى ستقضى وقتا طويلا لتحافظ على تعقيمها ..لهفتها عليه اذا أصابه المرض..أول ضحكه وأول مرة سيبكى إذا فارقها فقد أصبح يعرفها ..أول خطوه سيخطوها وأول كلمة سيقولها



تستعيد كل التفاصيل وكأنها حدثت ..مرات عديدة تعيدها فصارت وكأنها حقيقة ..قاربت على الأربعين وتوقفت عن الحلم بفارس الأحلام ..أصبح فى خيالها هو الأب لذلك الغالى الذى تنتظره..قالوا لها تزوجى من أى شخص لتحققى حلم الأمومه فقالت لهم كيف أجعله يعيش فى جو يخلو من الحب .. هل تكون أنانية لهذه الدرجة وهل يعوضه حبها عن افتقاده للأمان بين أبوين ليس بينها أى تفاهم ..لا هو أعز عليها من أن تفعل به ذلك
أصبحت لا ترى الطريق فتوقفت على جانبه ...منذ أعوام لا تدرى كم عددها أصبحت لا تستطيع أن تسمع هذه الأغنية ..لا تستطيع أن تقاوم ذلك الحزن المقيم الذى يظل قابعا فى ركن بعيد حتى إذا سمعتها خرج ليطل برأسه فيعكر صفو الحياة ويفسد أى فرحة يمكن أن تشعر بها
انتبهت على صوت دقات على الزجاج وحينما التفتت كان هناك شخصا يحثها على التحرك وعندما رأى دموعها ابتعد وهو يحوقل ويقول أنه لا يوجد فى هذا العالم سعداء



كفكفت دموعها وأغلقت المذياع لتعاود القيادة ولكنها قررت التوقف عن أحد المحلات لتشترى بعض الأشياء..انتهت من مشترياتها وعادت إلى السيارة و لكنها بدلا من أن تكمل طريقها الذى بدأته عادت مرة أخرى إلى المكتب.


دخلت إلى حجرتها وفى المكان المميز على الجدار وضعت إطارا أنيقا ولكنه فارغا ..وقفت تتأمله ، الآن فقط تشعر أن الجدار قد اكتمل. جلست على المقعد الهزاز فى الركن المقابل وقد احتضنت دبا صغيرا اشترته له وعيناها مثبته على الإطار...سيظل هنا ينتظر صورته ..سيظل يعطيها أملا فى أن الحلم ربما يتحقق ..وستظل لعبته تؤنسها كلما شعرت أنها تفتقده ...أغمضت عينيها وهى تشعر انه الآن بين يديها تهدهده حتى ينام


الجمعة، مارس 06، 2009

خلف جدران الصمت (3)



حسم أمره بسرعه وقرر أن يعبر لها عن اعجابه بما كتبت


"أشجانى صوتك فقد سمعته بقلبى وعقلى"

حكيم العيون

أرسل التعليق وأغلق الصفحة وما زالت كلماتها تتردد فى عقله ..


" ايه يا عم طارق ..انت زودتها ولا ايه ؟؟..أول مرة تعلق عندها تقلها أشجانى صوتك ..يعنى هتصدقك لو قلتلها سمعتك ..بس انا سمعتها فعلا ..صوتها هادى فيه نبرة شجن حتى وهو فرحان .. ياعم انت باين عليك ضربت ..العيشة وسط الأبحاث والمراجع بوظت مخك ...بقولك ايه انت سيبنى بقى أنا بقالى سنين وأنا بدور عليها ويوم ما الاقيها هتقولى دماغك ضربت ... ما انت يا ما شفت اشمعنى دى يعنى... حذار من الشفقة ؟؟..شفقة إيه بس هى أول واحدة اشوفها بالحالة دى ما أنا يا ما شفت بس هى مختلفه ..فيها حاجة ..بقلك إيه تصبح على خير..نام وانت الصبح هتقوم زى الفل ..ماشى أنا فعلا تعبان وهروح أنام"


مر يومان ..فى كل يوم كان يدخل المدونة ومع كل تدوينه ينتهى منها كان يشعر انه يخطو خطوة إلى داخل عالمها حتى شعر انه أصبح يعرفها.. كانت انسانه رقيقة حساسة ..وبرغم صغر سنها إلا انها تحمل فكرا وتدافع باستماتة عما تظنه صوابا.. تعمل مدرسة لذوى الاحتياجات الخاصة وتتطوع للعمل المسائى فى احدى الجمعيات الخيرية لتعليم أسر الأطفال الصم لغة الاشارة.

كانت ترى أننا نعيش فى مجتمع ظالم يجعل من ذوى الاحتياجات الخاصة فئة مهمشة مهملة .. ستة ملايين شخص يعيشون على الهامش دون أدنى اهتمام باحتياجاتهم ..دون محاولة لتركهم يعبرون عن أنفسهم .. كانت تعبر عن غضبها وكأنها تصرخ فى وجوه الجميع.. هذا المجتمع الذى يتوارث مفاهيم خاطئة منذ آلاف السنين ففى نظر البعض الأصم شخص غبى متأخر عقليا .. كانت تتحدث عن طلبتها فتأخذه إلى عالم جميل من الحب الخالص .. كان يشتاق أن يراها وسطهم ..فهى تكتب عنهم فيبدو للقارىء انها تارة طفلة صغيرة تلعب معهم وتارة أخرى أخت كبيرة تعطيهم من خبرتها وأحيانا تراها أما حانية تعطيهم الحب والأمان ..

كان يبدو انها محبوبة من الجميع فقراء المدونة كثيرون والجميع يبادلونها الود والإحترام و يتعاملون معها كما لو كانت بالفعل اميرة


أما هى فاستمعت لنصيحته فلم تقترب من الكمبيوتر طوال يومين ولكن فى اليوم الثالث كان التحسن واضحا فزالت الحمرة من عينيها وبدت أفضل كثيرا


دخلت إلى حجرتها وهى تشعر بالشوق إلى المدونة.. بيتها الذى لا تستطيع الابتعاد عنه كثيرا.. كانت تعنى لها عالما رحبا مفتوحا تستطيع أن تكون فيه مثل الباقيين تتكلم كما يتكلمون وتسمع كما يسمعون .. كانت تشتاق إلى معرفة أخبار الجميع ..فهى تهتم بهم وكأنهم عائلتها الكبيرة .. يومان قد لا يعنيان شيئا عند الآخرين أما بالنسبة لها فقد كانا يعنيان زمنا طويلا أورثها شعور بالافتقاد. فتحت المدونة وأخذت تلقى نظرة على التعليقات وما ان قرأت كلماته حتى أصابتها الدهشة والاضطراب فهى لم تتوقع أبدا أن يدخل المدونة وان كانت فى أعماقها قد تمنت أن يفعل..أخذت جهاز المحمول وكتبت رسالة إلى ندى صديقة العمر والتى تسكن فى نفس العمارة

" ندى لو فاضية تعالى شوية "


ولم تمر دقائق حتى دق جرس الباب لتدخل ندى.. هى بالنسبة لايمان أختها فقد تربتا معا منذ الطفولة ولم تقف إعاقة إيمان حائلا دون أن تنمو بينهما صداقة جميلة .. تعلمت ندى منذ طفولتها لغة الاشارة دون أن تحتاج لدخول مدرسة ..تعملتها من ايمان كما يتعلم الطفل لغة غير لغته الأم بالتلقين والممارسة ومع الوقت أضافتا الى تلك اللغة اشارات خاصة بهما لا يستطيع أن يفهمها غيرهم.. فهى تعبر عن توحد رؤيتهم للأشياء وعن علاقة خاصة ومواقف مشتركة طوال أعوام طويلة مرت عليهما معا

أشارت لها ندى تستفسر فأخذتها ايمان من يديها وأجلستها أمام الكمبيوتر وأشارت لها إلى التعليق ومضى الحديث بينهما بتلك اللغة المشتركة

- حكيم العيون مين ده؟

- الدكتور بتاع العيون اللى ماما ادته اللينك
- آه صحيح .. ايه ده؟؟ دا رومانسى قوى ..بس دمه خفيف فاكر نفسه عبد الوهاب فى فيلم رصاصة فى القلب..هههههه
أومأت ايمان برأسها موافقة وهى تبتسم
- بس تعالى هنا انت مالك مهتمه كده ..هو أول واحد يعلق عندنا ..كتير بيعلقوا ويقولوا هايل ..رائع ممتاز.. واللى يقولك انت مافيش منك ..ايه الجديد؟؟
أشارت ايمان بخجل
- مش عارفه أرد عليه أقوله ايه؟؟
- اسمعى ردى عادى خالص زيه زى أى حد ..احنا ناقصين بقى .. احنا مش اتفقنا ان مش كل الكلام اللى بيتكتب فى التعليقات حقيقى.. اهو شوية يبقى حقيقى وشوية مجاملات ومبالغات ..
- يعنى أقول ايه؟؟

- قوليله زى ما بتقولى لأى حد يدخل عندك أول مرة ..أهلا بيك ..أسعدنى تعليقك وزيارة يا ريت تتكرر.. ما احنا برضه مش عايزين نطفشه ..هههههههه
الدكاترة دول أصلهم بيبقى حواليهم كتير وكل واحد فيهم من اللى البنات بتعمله بيبقى فاكر نفسه محصلش .. هو صحيح شكله ايه؟؟
- معرفش
- طبعا تلاقيكى وشك احمر وقعدتى تبصى بيقول ايه ومشفتيش حاجة تانية ..لو كنت أنا كانت صورته اتحفظت عندى.. مش عارفه انتى مش طالعالى ليه؟؟
وبدت وكأنها تمسك بمكريفون كما هى عادتها عندما تريد أن تحدث جوا من المرح فتصبح وكأنها على المسرح وتأتى بحركات مضحكة
وأخذت تغنى ..

"ابعد عن الحب وغنيله وان فات عليك إياك تناديله ...خليك زينا فى حياتنا هنا لا خدنا منه ولا بنديله"

وعندما وصلت إلى هذه الجملة وبدون مقدمات انفجرت فى البكاء

- -------------------------


يتبع ان شاء الله


الثلاثاء، فبراير 24، 2009

خلف جدران الصمت (2)


لأول مرة يدخل إلى هذا العالم الذى سمع عنه ولم يراه .. كل ما يعرفه أن بعض الكتب التى صدرت مؤخرا هى فى الأساس لمدونين ولكنه لم يفكر أبدا فى الدخول إلى أى من هذه المدونات.
وضع الرابط لتظهر أمامه صفحة زرقاء بلون السماء تتناثر فى أعلاها نجوم ..كان مظهر الصفحة مريحا للعين ...بدت وكأنها من اختيار فنان يجيد مزج الألوان

وبدأ فى القراءة.... تعجب من العنوان فلا يبدو تقليدا

فى حقول الأرز


ذهبنا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع عند جدى فى الريف..خلف البيت تبدو حقول الأرز كما لو كانت بلا نهاية ..كانت الساقية القديمة مازالت هناك فجميع المحاولات لاقناع جدى بازالتها فشلت فهو يتمتع بصوت المياه المتدفق و يستعيد عبق الماضى الذى لا يريد أن ينساه ..ما زلت أتذكر كيف كان يأخذنى الى هناك و يمد يده ليأخذ بعض المياه ثم فجأة ينثرها على فأجرى بعيدا نحو الحقول...يظل يتابعنى حتى أعود اليه ونظل نكرر اللعبه بلا ملل حتى تأتى جدتى لتشير لى أن هذا يكفى.
اعتدت فى كل زيارة أن أصحو فى الفجر لأتنسم نسماته الأولى التى تحمل لى رائحة النقاء. أخرج لأمتع عينى باللون الأخضر وأتأمل الشمس وهى تشرق فيخترق ضوئها جنبات نفسى ليمدنى بالدفء والأمل.
كل يوم جديد يعنى لى احتفالا بالحياة. كل يوم جديد يذكرنى أن الله أعطانى من النعم ما يفوق قدرتى على الشكرفقد نشأت طفلة سعيدة غمرها والديها بالحب.


فى المرة الأولى التى سخر منى فيها الأطفال لأنى لست مثلهم عدت إلى البيت بعيون دامعة وقلب مجروح فضمنى أبى إليه ضمة طويلة ما زلت استشعر أمانها ودفئها حتى الآن ثم أجلسنى امامه ليحدثنى بلغتى الخاصة..

"كفى عن البكاء يا حبيبتى ..هم لا يستطيعون سماع صوتك لأنهم عاجزون عن سماعه..لكل مخلوق صوت ولكنه احيانا يخرج عن حدود قدرة البشر على السماع..جاء لى بحصيات كان يحتفظ بها منذ أن أدى فريضة الحج..وقال لى ان مثل هذا الحصى يسبح وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمع تسبيحه فى يديه الشريفتين..ثم جاء بالمصحف وفتحه ..هو يحفظ مكان كل آية ..قال لى أن النملة قد تكلمت ففهم كلامها سيدنا سليمان ولم يستطع بشر بعده أن يفعل"
كانت أمى تراقب الموقف بعيون مشفقه ويخيل لى انها حاولت أن تخفى عنى دموعها
ابتسمتُ وتوقفت عن البكاء عندما ذكر أبى النملة ..فتابع حديثه
صوتك يا صغيرتى يصدر من قلبك وعقلك فيصل إلى قلبى وعقلى مباشرة فلا أحتاج لأذنين حتى اسمعه ..أنا وأمك نسمعك دون أن تتكلمى ..وتذكرى دائما أن كل من يحبك بصدق سيستطيع سماعك فلا تشعرى أبدا أن شيئا ينقصك..

لا أدرى كيف استطعت فهم هذه الكلمات وأنا بعد طفلة صغيرة ..ربما قالها لى بطريقة أبسط ولكنها حُفرت بداخلى وما زال عقلى يعيد صياغتها من وقت لأخر
لقد جعلتنى كلماته أحب نفسى وأحب وجودى فى هذا العالم بل أشعرتنى باننى متميزة.
غرسا والداى فى الشعور باننى طفلة طبيعيه بل كانا يقولان عنى اننى من ذوى القدرات الخاصة ..فعندى فراسة تجعلنى أفرق بين العيون الصادقة والكاذبة فلا يستطيع الناس خداعى كما يظن بعضهم.
كبرت يلفنى هذا الحب ويمنع عنى جهالة الجاهلين فهى شىء لا بد منه فى علاقات البشر..فاصحاب القلوب القاسية يرموننى بسهامهم من وقت لأخر فلا يحمينى منها الا هذا الحب.
اخرج الى حقول الأرز لتحدثنى نسمات الهواء وعيدان الأرز الخضراء وزرقة السماء الصافية كم أنا محظوظه..كان أبى إذا جاء المساء خرج معى إلى الشرفه لنتأمل القمر والنجوم فإذا رأى نجمة لامعة أشار لى أنى أشبهها ..دائما متألقه
علمنى منذ الصغر حب القراءة فكان يأتى بكتاب ويجلس بجانبى يطوقنى باحدى ذراعيه لنقرأ معا ..لم نكن نحتاج إلى الكلام فقد كانت تسرى بيننا اشارات الحب أما أمى فتقول عنى أننى أميرة خرجت لتوها من احدى المجلدات القديمة وان بى سرا خاصا لن يصل اليه إلا أمير وضع الله فى قلبه مفتاحا لكشف السر.
أمشى فى حقول الأرز اتلفت حولى لأطمئن اننى وحدى..أدور حول نفسى رافعه يدى فى الهواء ..أدور وأدور وأدور ثم أسقط على الأرض لأتمدد عليها أرقب زرقة السماء.
يكتمل شروق الشمس فأعاود المسير إلى بيت جدى أو قصرى فأنا كما تعلمون أميرة

انتهى من القراءة يغمره شعور غريب لم يستطع تحديده ...فهو خليط من سعادة وإحساس بمعنى أخر للحب ..لقد فتحت كلماتها فى قلبه بابا ظن أنه سيظل مغلقا إلى الأبد وتمنى لو كان معها فى حقول الأرز.
فى نهاية الكلمات وجد كلمة "تعليقات" فنقر عليها ففتحت أمامه صفحة جديدة وفكر هل يكتب لها تعليقا أم لا وإذا كان سيكتب ماذا سيقول لها ؟
......يتبع ان شاء الله
-----------------------------------

اللوحة بعنوان
"Joyful Stars1"
artist: Chidi Okoye
Nigeria

الثلاثاء، فبراير 17، 2009

خلف جدران الصمت


كان يومه طويلا؛ بدأه فى الصباح الباكر، ست ساعات قضاها فى حجرة العمليات ثم تبعها المرور على مرضاه فى القسم الداخلى.
بعدما انتهى مر على المكتبه لاستعارة احد الكتب التى يحتاجها للتحضير للمحاضرة التى سيلقيها فى الاجتماع الاسبوعى للقسم. غادر المستشفى الى المنزل فى الثالثه بعد الظهر ثم ها هو الآن فى ذلك المركز الطبى من بعد صلاة المغرب.
المركز يدر عليه دخلا لا بأس به فلو انه اكتفى بمرتبه ما استطاع أن يعيش عيشه كريمة. لقبه يوحى لمن يسمعه بمرتب كبير " مدرس مساعد طب وجراحة العيون" ولكن الله بالسر عليم. مرتب شحيح لا يوفر له ثمن مرجع واحد مما يحتاجه لدراسة الدكتوراه التى بدأها منذ فترة وجيزة والتى يعمل الآن على استكمالها بفرنسا من خلال محاولة نيل بعثة دراسية.
طرقت الممرضة الباب لتخبره أن المريضه القادمه هى الأخيرة فبدت عليه ابتسامة ارتياح.
أخذ الاستمارة الخاصة بالمريضة والتى تضم بعض البيانات الأوليه عنها. بعد لحظات سمع طرقا ت خفيفة على الباب ودخلتا اليه. سيدة فى اواخر الأربعينيات وقورة بشوشه معها فتاة لم يستطع ان يحول عينيه عنها حين رآها. كان وجهها من تلك الوجوه التى لا تملك الا أن تديم النظر اليها. جمال هادىء لم تغتال براءته المساحيق؛ عيون لم تستطع الحمرة التى غطت بياضها ان تخفى جمالها؛ كانت ترتدى حجابا متناسق الالوان انيقا بدون تقاليع ..ربما لم يرى مثلها منذ فترة طويلة.


بادرته السيدة بالسلام فرد عليها تحيتها أما الفتاة فلم تتكلم.
- خير ان شاء الله..جملته الاعتيادية التى يحث من خلالها مريضه ان يحكى شكواه
قالها وهو ينظر للفتاه فالبيانات تقول انها المريضة
تضرج وجه الفتاه بالحمرة وأطرقت الى الأرض
..ياالله منذ زمن لم أرى حمرة الخجل ..كثيرات يدعين الحياء ولكن لا يملكن تلك الحمرة ..ذلك الشىء المستحيل ادعائه
- ايمان مش سمعاك يا دكتور لكن فاهمه انت بتقول ايه هى بتقرى لغة الشفايف لكن متقدرش ترد عليك
-
أنا آسف
هكذا اذن ..هذا هو سرها ..هذه السكينة التى تلفها أضافت اليها سرا كسر الموناليزا ..
-
هى بقالها كام يوم عنيها حمر والنهاردة جفونها وارمه وسعات بتبقى عايزة تحك عنيها والموضوع بيزيد وانا خايفة عليها
-
لا بسيطة ان شاء الله..
وسأل بعض الأسئلة التى يسألها لكل مريض لتساعده فى تقييم الحالة وكانت الأم تجيبه بينما تتابع ايمان بعينيها الحديث
طلب منها أن تتبعه الى ركن فى الحجرة ليقوم بالكشف عليها وبعد انتهائه تأكد له التشخيص

وأخبر الأم انه لا داعى للقلق فالحالة بسيطة رمد ربيعى وبالأدوية ستعود عينيها لحالتها الطبيعيه

" يا سلام ما شاء الله باين عليه ابن حلال ..شاب زى الفل ..ونظرات الاعجاب واضحه فى عنيه زى كل اللى شافها ... هو انا من حقى أحلم ان ربنا يرزقها بزوج زيه ؟؟؟ هو أنا مش زى أى أم نفسها تفرح ببنتها؟؟ والله لو الناس تعرفها هتتمناها زوجة ..هيلاقوا فين قلب زى قلبها ..يعنى هى لازم تكون بتتكلم ؟؟ ما ياما ناس كتير بتتكلم وفى الاخر بعد ما تسمعهم تقول يا ريتهم يسكتوا..ايوه من حقى أحلم وليه لا ؟ ربنا قادر على كل شىء ..هو اللى بيألف بين القلوب "

-
طب يا دكتور قلها متقعدش قدام الكمبيوتر كتير وعنيها تعبانه
التفت الى ايمان يسألها
-
انتى بتدرسى كمبيوتر؟؟
هزت رأسها بالنفى
- لا يا دكتور هى خلصت دراسة بس هى بتحب الكتابة وبتكتب فى مجلة
الكترونية وعندها مدونة
نظرت اليها ايمان نظرة عتاب فهى تعتبر المدونة عالمها الخاص الذى لا يعرف عنه الا القليلون
-
حقيقى ...وبتكتبى ايه؟؟
- بتكتب يوميات وشعر وقصص ومقالات ..كل حاجة ايمان موهوبة ..هكتبلك اللينك يا دكتور وشوف بنفسك


" ليه بس كده يا ماما .. لو تعرفى قد ايه أنا بتعذب وأنا بشوف نظرة الأمل دى فى عنيكى ..أنا فاهمه اللى انت عايزاه .. نفسك أتجوز انسان عادى زى أى بنت مش لازم يكون فى نفس حالتى ..متعرفيش ان اللى بتعمليه ده بيجرحنى ... أنا نسيت الموضوع وراضية بحياتى ..ليه كل شوية تفكرينى .. أكيد انتى فاكره انى مش فاهمه .. نظرات الاعجاب بالدكتور واضحة فى عنيكى.. صحيح شكله انسان كويس لكن الله أعلم بيه ... وحتى لو حصل وعجبته زى ما بيحصل كل يوم مع ناس كتير .. تفتكرى هيكون شعوره ايه حتى بعد ما يعرفنى.. شفقه ..يمكن دلوقتى بيقول مسكينة .. صحيح الحلو ميكملش ..زى ما ناس كتير قالتها بصراحة قبل كده ...طب أعمل ايه ؟؟.. أفهمك ازاى ..يارب انت اللى عالم بحالى "

تناولت الأم من امامه ورقة وقلم وكتبت عنوان المدونة وايمان لا تستطيع النظر اليه بينما بدت على وجهه ابتسامة ارتياح ...
كتب لها الوصفة الطبية وشرح لها كيفية التعامل مع القطرات المختلفه ثم أخبرها انها يجب أن تعود فى الاسبوع القادم لاعادة الكشف وانه من الأفضل بالفعل ان تقلل من الجلوس امام الكمبيوتر حتى تتماثل للشفاء .
- ان شاء الله أزور المدونة قريب .. أنا كمان بحب الكتابة بس الطب مش مخلى عندى وقت

ودعهما وجلس فى العيادة قليلا ينظر من النافذه ليتأمل السماء ويتسأل لماذا تركت لديه هذا الشعور الذى لا يستطيع تفسيره .. كيف يمكن أن يترك انسان هذا التأثير دون أن تسمع له صوتا.. بحكم عمله كان يقابل فتيات لا حصر لهن .. زميلات فى العمل ومريضات وأقارب مرضى .. كثيرات حاولن التقرب اليه .. مئات الأصوات سمعها ولم تؤثر فيه فلماذا استطاع ذلك الصمت أن يحرك مشاعره التى ظن انها غير قابله للتحرك ؟؟


انتبه على صوت الممرضة تستأذنه فى الانصراف وتبعها بعد قليل
عاد الى بيته مباشرة وهو ما زال يفكر فيها ويستعيد صورة وجهها البرىء
تناول العشاء مع أمه التى كانت ما زالت مستيقظه تنتظره ثم ذهب الى حجرته وفتح الكمبيوتر ليتفقد بريده الالكترونى ولكنه وجد نفسه قبل أن يفتح البريد يخرج الورقة التى بها رابط المدونة ليدخل إلى عالمها


يتبع ان شاء الله
--------------------------------
الصورة بعنوان
"Beneath the Unseen Silence "

الاثنين، فبراير 09، 2009

يحيا زوجى العزيز وتسقط الاتحادات العماليه


علا فى المطبخ تعد كعكه للمناسبه الخاصه. اليوم منذ عشر سنوات تزوجت من أحمد.... تبتسم وهى تتذكرما حدث بعد شهر من الزواج....اعتاد الزوجان منذ اليوم الاول على شرب الشاى معا يوميا فى الخامسه تماما...كانت تعتبرها احلى ساعات النهار كان كل منهما يحدث الاخر و كأنه يحدث نفسه كانا زوجين صديقين.... طلب منها أحمد ان تستقيل من العمل و تتفرغ له و للبيت.....وعدته أن تفكر و أن تستخير الله و تستشير المقربين منها كما كانت تفعل فى كل امورها....كان متفهما و اكتفى منها بهذا الوعد.

اخذت تستخير و تستشير.....كل من حولها حذرها من ان تقدم على هذه الخطوه... الغلاء يا علا انتى مش شايفه الاسعار عامله ازاى...هو مرتبه هيكفيكى....لازم يكون لك دخلك الخاص امال انت فاكره انه هيشتريلك حاجه ابقى قابلينى....هتبقى متخلفه و مش عارفه حاجه عن الدنيا ....ده انانى و عايز يحبسك....يا هبله فى الاخر مش هتعجبيه و هايروح يتجوز عليكى....هتبقى خدامه و هتكتئبى و كلام كتير من اللى يخرب البيوت....و لكنها بعد الاستخاره شعرت ان هذا كلام فارغ...صحيح انها تسمع هذا الكلام منذ نعومه اظافرها فى التليفزيون و الراديو و الافلام و من كل مدعى الدفاع عن حقوق المرأه و لكن قلبها كان يقول شيئا مختلفا و كانت ثقتها بالله ثم بزوجها اكبر كثيرا من كل ما يقال.

اخبرته بعد أيام بقرارها و سعد به كثيرا و توالت الاحداث لتثبت للجميع انها كانت على حق....فتح الله لهم أبواب الرزق و تضاعف دخل أحمد فى سنه واحده ثم اخذ ينتقل من نجاح إلى نجاح... كانت ترى العالم من خلاله فكان يشترى لها الصحف و المجلات و يأخذها لتشترى من الكتب ما تشاء لأنه يعرف انها تحب القراءة....و عندما أصبح يستخدم الكمبيوتر علمها كيف تستخدمه و كيف تدخل على الانترنت...كان يشترى لها ما تريد قبل ان تطلب فقد كان يفهمها دون ان تتكلم...و ظلت الساعه الخامسه تجمعهم ليحكى لها ما حدث له طوال اليوم و تحكى له عن همومها الصغيره....كان يهتم بكل ما تقول....مرت عشر سنوات و فكرت ان تداعبه بهذه المناسبه الخاصه فكتبت على التورته يحيا زوجى العزيز و تسقط الاتحادات العماليه.
-----------------------
هذا البوست قديم سبق نشره فى مدونتى همسات مصرية ويبدو لى الآن ساذجا ولكنه ما زال يعبر عن رأيى أن عمل المرأة يجب أن يكون فقط للضرورة وأن تحررها الحقيقى يأتى عندما تفهم دورها الأساسى فى الحياة

الأحد، فبراير 08، 2009

ساديزم- المجموعة القصصية


حينما قرأت قصة ساديزم فى مدونة الغزالى ثم كتبت عنها هنا تمنيت أن تصدر فى كتاب وقد تحققت الأمنية وصدرت المجموعة القصصية الأولى لمحمد الغزالى بنفس عنوان هذه القصة" ساديزم"

وأنا ادعوكم جميعا لحضور حفل توقيع المجموعة القصصية غدا ان شاء الله

والتالى هو ما كتبه محمد على مدونته لوصف مكان الحفل بالتفصيل

موعد الحفل...
يوم الاثنين 9 فبرايرمكتبة ديوان- مصر الجديدة

والمكتبة دقيقة جداا فى مواعيدها علشان كدة الميعاد هايبقى 7 بالدقيقة ان شاء الله القادمين من خارج القاهرة او من فيصل والهرم والجيزة او من المعادى او وسط البلديمكنهم من موقف عبد المنعم رياض ركوب اى اتوبيس متجه إلى شمال القاهرة الماظه او مدينة نصر ...وينزل كوبري الجلاء ومن هناك سيجد المكتبة امامه يعبر الشارع فقط

**********

القادمين من منطقة شبرا الخيمة او شبرا مصر والمرج وحلمية الزيتون والمطرية يمكنهم من المطرية او من حلمية الزيتون ركوب ترام الماظة مطرية ..والنزول فى محطة الجلاء ليجد المكتبة امامة قبل العبور من تحت كوبرى الجلاء

**********

اقرب محطة مترو انفاق هى محطة حلمية الزيتون منها يمكن ركوب اى ميكروباص او اتوبيس او الترام الى منطقة الماظة او اربعة ونص وينزل منطقة الجلاء ...قبل الكوبرى..ليجد المكتبة

*********

القادمين بسيارتهم من الهرم او فيصل او المعادى او الجيزة يسلك طريق صلاح سالم وكذلك القادم من المهندسين والدقى ووسط البلد يسلك كوبرى اكتوبر ثم نزلة العروبة هيكون فى صلاح سالم ..استمر فى صلاح سالم فى الطريق الى المطار.. مارا بقصر البارون حتى الوصول الى مستشفى الجلاء التزم اسفل الكوبرى حتى الميدان وابحث عن ركنة واعبر الشارع المكتبة امامك

**********

فى خريطة معمولة بالجهود الذاتية على الجروب وعلى الايفنت...فى انتظاركم جميعا لينك جروب ساديزمhttp://www.facebook.com/profile.php?id=575503276&v=feed&story_fbid=49545809818#/group.php?gid=114134575320&ref=ts

الف مبرووووووووك يا غزالى

الثلاثاء، فبراير 03، 2009

أنا أنثى ونهايه سنة أولى تدوين




فى فبراير من العام الماضى دخلت إلى عالم التدوين وتتزامن نهاية السنه الأولى مع نشر بوست لى فى العدد الثالث من مدونات مصرية للجيب ..الكتاب بعنوان "أنا أنثى"


أما البوست المنشور لى فهو من أوائل ما كتبت وأول تعليق على الاطلاق وصلنى كان على هذا البوست


فهو يعد بدايتى الحقيقية فى عالم التدوين فله ذكرى لا تنسى فلا أحد ينسى أول تعليق


الكتاب سيتوافر بمعرض الكتاب وسيكون حفل التوقيع الأول يوم الجمعة القادم 6 فبراير فى تمام الرابعة بعد الظهر


بصالة 3 الدور العلوى - جناح دار اكتب للنشر


الكتاب يضم ما يزيد على عشرين تدونيه
وقد تم نشره بواسطه دار "دون" للنشر والتى أسسها أحمد مهنا و أحمد البوهى
بالتعاون مع دار اكتب


طبعا انا خايفة جداا من أن تكون تدوينتى ليست على مستوى باقى المشاركات


تهنئة لجميع الاخوات المشاركات وخاصة صديقتى العزيزة جنى صاحبة مدونة "جنى الجنتين دان"


أنا أشارك باسمى الحقيقى وستعرفونى من عنوان البوست " الزوجة الثانية"


أرجو أن يلقى الكتاب قبولا لديكم


فى انتظار انطباعاتكم عن الكتاب عامة وتقييمكم لما كتبت بصورة خاصة






الخميس، يناير 29، 2009

دعوة

حفل التوقيع الثانى للمجموعة القصصية ناثر البخور
لطارق عميرة
يوم الاثنين الثاني من فبراير في تمام الواحدة ظهرًا
من 1ظهرًا :4 مساءًا
المكان : معرض الكتاب المصري
سراي 3 علوي
دار اكتب للنشر والتوزيع
**
وضيف الشرف لحفل التوقيع بإذن الله
الكاتب المصري العالمي دكتور أحمد خالد توفيق

وبحضور عدد من الكتاب
---------------------
ألف مبروووووووووك يا طارق
كان نفسى طبعا أحضر
-----------------------
أصداء حفل التوقيع الأول والذى أقيم بطنطا
بمدونة "المهم هات من الأخر" للرائعة انجى ابراهيم

الخميس، يناير 22، 2009

ناثر البخور


ناثر البخور ..مجموعة قصصية جديدة لطارق عميرة صاحب مدونة كوارث
أقيم حفل توقيع الكتاب يوم الخميس 15 يناير بمدينة طنطا , وكان من أبرز الحاضرين د. أحمد خالد توفيق الكاتب المصري الشهير والذي أدار الحوار مع الكاتب وبدأ نقاشًا مع بعض الأدباء الشباب حول مفهوم القصة القصيرة والرواية.
عرفت طارق كمدون والتقيته مرة واحدة فى يوم لقاء المدونين بمستشفى أبو الريش للأطفال فى الصيف الماضى ..فوجدته كما تصورته تماما ..شاب مصرى طموح ثائر يرى أن مصر تستحق حاضرا ومستقبلا أفضل وإذا تابعت كتاباته فستعرف أن ما زال هناك أملا لأن لدى الجيل الجديد رغبة عارمة فى التغيير ..
طارق كاتب للقصة والمقال وشاعر أيضا ..وبرغم قوته فى الحق فهو أحيانا يتساءل هل بالفعل سيساهم فى التغيير؟؟؟

حاصل عملِي للتغيير ..

لا شَيءَ يسير ..

إلا لمصالحَ شخصيّة

فكّرتُ فِي هجرِ طَريقِي ..

في تركِ الأشياءِ تسير ..

لا يصنعُ شخصٌ تغيير ..

لا يصنعُ شابٌ تأثير

ربما أستطيع أن أقول أن طارق وأمثاله من الشباب هم الأمل الباقى لنا فى التغيير ..نعم سيصنع تأثير فهو لا يكتب من برج عاجى ولا يكتب عن مصر التى يراها من خلف زجاج مصقول بل هو يكتب عن مصر التى يسير فى شوارعها ويعرف معاناة ناسها و فقرائها ويدرك حجم الظلم الواقع عليهم فتراه يقول معبرا عن هذا الواقع المرير

كان سؤالِي الأوّل

هُوَ ماذَا عنْ ثلّة غوغَاء ؟

ولدَت بجفَاء..تحكمُ بغبَاء

بؤساءًا ليسوا بُؤسَاء ..

تتجَاهل آراء الشعب ..

تحفل بقرارِ الرؤساء

تنهبُ من أموالِ العامّة ..

تسرقُ في أموَالِ الخاصّة

تصنعُ من جلدِ الفُقرَاء ..

سجادًا لحذاءِ الحَاكِمْ

ولكلّ حذَاء

يخرجُ من أوطانِ الأرض

يُكتبُ فِي دولتهِ أُخرَى

يملك حقًا لا محدود

في العبثِ بكلّ الأشيَاء

إنه يسأل عن دوره فى كل هذا هل يكتفى بالصمت أم يعلو صوته بالحق فيصبح مذنبا فى نظر السلطة التى لا تريد أن تسمع إلا أصوات المهللين لإنجازاتها المزعومة

أتسَاءلُ عنْ دورِي بهذَا..

هلْ أتبعُ إجبَارَ الصمْت ؟

أم أذنب بعلوّ الصوت ؟

إذا عرفت طارق فستكون الإجابة واضحة فهو أبدا لن يتبع إجبار الصمت ولن يتنازل ليصبح كاتبا شهيرا مثلما يفعل البعض ولن يحول قلمه إلى قلم تابع ولا قلم يكتب انتظارا للثمن


إخترت لكم قصة لطارق بعنوان "أخر القصص"
فهى تعبر عنه خير تعبير فأرى فيها روحه ككاتب وأحلامه كشاب وقلمه كثائر ..ربما تكون "أخر القصص" هى خير تعبير عن الطريق الذى اختاره لنفسه والذى من أجله احترمه، فكاتب بلا مبادىء هو شخص لا يستحق فى نظرى لقب كاتب وإن نال أرفع الجوائز وان روجوا له ملايين النسخ.
إن مدونة طارق مدونة أدبية قيمة تستحق بالفعل أن تكون فى مقدمة المدونات التى يزورها أى مدون ففى النهاية هى لكاتب قصص لن تخلو قصة له من معنى وشاعر له شعرا معبرا عن حلمه وحلمنا بوطن نجد فيه أنفسنا وكاتب مقال ؛ مقالاته مختارة بعناية .
طارق يقدم لك الحقيقة بدون تزييف ويتحدث بدون خوف ولا مواربة ولكن الأهم من وجهة نظرى أنه استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة فهو يكتب ما أستطيع أن أسميه "الأدب النظيف" ..ذلك الأدب الراقى الذى لن تجد فيه كلمة تخجل أن تعيدها على مسامع أحد بل ستحتفظ بها لأولادك لأنها ستحمل لهم رسالة مفادها "أن الأدب يمكن أن يعكس الواقع دون أن يخرج عن حدود القيم والأخلاق ودون أن يصبح شيئا نخجل منه "
سأترككم مع قصة طارق عميرة "أخر القصص"



يمسك بقلمهِ ويكتب , كان يكتب لساعات طويلَة يبدأهَا عندما تدقّ ساعةُ منتصف الليل و ينتهي حينَ يشعر بأنّ هذا يكفِي اليوم , عادةً كانَ هذا يحدث مع ساعاتِ الصبّاحِ الأولَى .


في البداية كانَ يكتب الشعر والخواطر .. ثم احترفَ القصّة , ثم زهد كتابة الروايات , ثم وضع هدفًا نصبَ عينيه , سيكتب عن هؤلاء البؤساءِ أخيرًا , وسيكتب لهم , سيطالب بحقوقهِم من الدولة التي كرمته مرات وتركت الملايين غيرهُ يعانون التعبَ والآلام , سينعم بسعادتهِم البسيطة حينَ يرى فرحة أحدهم برغيف خبز طازج دسم وسيتعس حينَ يعلم أن عربةً فارهة صدمت أحدهم وقيّد الحادث ضد مجهول لأن السائق أحد الكبار .. أو أبناءهم !


كتَب..وكتَب وكتَب ..يكتب ويضطهده النظام , أنتَ أحدَ أعظم أدباء هذا العصر فلماذَا تركتَ الأدب ؟ لقد كانَ جميلاً ! , هكذا ينظرون إليه بينما كان هو الأوحد الذي يعرف أنه لم يترك الأدب أبدًا , عرفوه هم فيمَا بعد , حينَ أصدروا قرارًا بمنعه عن الكتابة في الصحف لخطورته على الأمن وإفساده عقول القرّاء , كانَ عليهِ أن يعود إلى الأدب , وقد فعَل ..


صدرَت له مجموعة قصصيّة , تمنّت أجهزة الأمن لو لم تمنعهُ عن الصحف , كل قصّة جديدة كتبهَا تمثّل صرخَة , لن يقرأها أحدٌ ويخضَع , هذهِ القصص أبلغ من المقالات ألف مرّة , هل سيمنعونه عن الأدب ؟ , صدر قرارٌ من المستوى الأعلى بالاعتقال , ذاقَ أصناف العذاب وألوانه , كهرباء , جلد بالسياط , أيام بلا طعام , بلا نوم , الماء يمنعهُ الجلوس , ثم خرَج .

ليكتب الصرخات التالية المتتالية ..

حتى الآن ما زال جالسًا يكتب , يحتسي كوب الشاي الذي يوضع على مكتبه من آن لآخر وينتقي أحد أقلامه التي يعتز بها كثيرًا ويكتب , ينظر إلى الورقة البيضاء التالية لورقته السوداء فيري الكلمات مصطرعةً عليهَا ثم يراها بيضاء فيكتب ..

في الصباح سيكون عليهِ أن يرسل هذهِ القصص إلى المطبعَة , مجموعةٌ قصصيّة جديدَة انتهَى منهَا .., ولكن هل سيظل جالسًا هكذا حتّى الصبَاح ؟ , أمسك بالقلم وأحضرَ ورقةً جديدة بيضاء وشرعَ في كتابةِ قصّة جديدَة , تقول لهُ زوجته :

- ألا تكف عن الكتابة ؟

- هذا ما أناضِلُ به !

- ولكنّنا لسنَا في حاجةٍ إلى شيءٍ حتّى تعرّض نفسكَ للخطَر !

- بل نحنُ في حاجِة إلى الكثير !

كانَ نجمًا إعلاميا حاز العديد من جوائز الدولة والأدب , جنى الكثير من المَال , صار لديهِ الآن منزل فاخرٍ بحديقة مستقلة وسيارة ورصيد لا بأس بهِ أبدًا , ولكنّه أبدا لم يستطع أن يتملك حب الناس إلا حين بدأ الشعور بأوجاعهم حقًا لا على وريقات الأدب , كان هذا كنزه الحقيقي الذي وجده , رسائل قراءه اللذين يشكون أوجاعهم وقد اعتبروه مخلصًا , على الأقل سينشر وسيعرف الآخرون آلامهم , وكان في ذروة ضعفه حين صدر قرار منعه من الكتابة في الصحف , عندهَا ازدادت رسائل القراء وأرسل غليه من لم يكن يرسل .. فقط ليقولوا له أنهّم معه , ويذكرونه , ويذكرون أفعاله , ولن يتركوه .. لهذا لم يستطع أن يعود أبدًا عن طريقهِ هذَا .

كانَ يكتب , حين جاء صوتُ الطرقاتِ المعتاد , الطرقَات العنيفة , في ثوانٍ ووفقًا لخطّة أعدّها مسبقًا اخرج بعض كتاباته عديمة الأهمية وخبأ كتابه الجديد الذي من المفترض أن يصل إلى المطبعة غدًا , فتح الباب فكان الرجال المعتادون , دنسوا منزله ودخلوا حجرته وعاثوا في أوراقه فسادًا , ثم اقتادوه إلى الخارج وقد فشلوا في إيجاد الكتاب الجديد الذي سمعوا أنّه في طريقهِ للظهور .

وفي اليومِ التالي سارتَ زوجته بالكتاب إلى المطبعَة بينمَا ظلّ هوَ حبيسَ مكانٍ لا يعرفه ُ سوى من أتوا بهِ إليه , ظل حبيسًا لأيامٍ طويلة , الطعام يأتيه بانتظام والشاي المعتاد والأجمل قلمًا وبعض الأوراق , انتظرَ لحظة خروجه ولكن حينَ دخلوا عليه لم يخرجوه , لقد انهالوا عليهِ ضربًا , لم يفهم في البداية ولكنه قهقه بشدّة حين فهِم , كانوا يضربونه بشدّة وهوَ يضحك , قالَ وهو يلهث بعد أن توقفوا :

- لقد نُشرَت مجموعتِي الجديدَة .. أليس كذلك ؟

قال كبيرهم وقد بدا عليه الهدوء بعد الثورة التي انتابته :

- بلى , ولهذا علينَا أن نفعَل ما سنفعله ..

في قلقٍ سأل :- وما هوَ؟

قال الرجل قبل أن يشير لأصحابِه :

- صدقني لا شيءَ شخصي , ولكنّك لم تترك لنَا الخيَار ..

لم يفهم لماذا كمموه في البداية , ولكن حين وجدهم يقيدون قدميه ويمسكون أحد ذراعيه بشدّة ويقيدون الآخر وحينَ رأى السيفَ الحاد الذي برز في يد أحدهم , أدرك ما سيحدث , صرخَ كثيرًا , ولكن الكمامة منعت صرخاته من الوضوح , تبدو كهمهمات عالية ليسَ أكثر , وهذا لم يغير حقيقة الأمر في شيءٍ .. لقد صار ناقص الجسد , مبتورَ اليد اليمنى , أنصت إلى صوت الكبير بينمَا دموع الأسى تنزف من عينيه والدماء تنزف من يده :

- كما قلت لك , لا شيء شخصي , لم تترك لنا خيارًا ..

وحينَ تحدّث شعرَ بالأسى أكثر .. كان الغضب يسيطر عليه فأنساه عددهم وعتادهم وقيوده !

, نظرَ إلى يده اليسري بين نزيف عينيه ويمناه قال :

- ما زلت أملك أخرى , لن أترككم يا كلاب , لن أترككم !

قالهَا وكانَت هيَ آخر ما قاله , لقد فقدَ الوعي تمامًا قبل أن يراهم يقطعون اليسرى .حينَ أفاق وجدَ نفسه في فراشِه , زوجته تبكي بجواره , وعلى جسده تمدد غطاء ثقيل ليقيه برودة الجو المحيط به , ساعديه مضمدان يعلو مقدمتيهما الكثير من القطن واللاصق الطبي والأربطة البيضاء , هنَاك يدان تعويضيتان ابتاعتهما له زوجته , لكنّه لم يكن قد تقبل حقيقة فقد كفيه بعد , لن يمسك القلمَ بين أصابعهِ مرّة أخرى , لن يستطيع الإمساك بكوب الشاي ولن يقلب الصفحة ليرى الصفحة التالية لأنه لن يمسك بالكتاب أصلا , لن يفتح الباب المغلق لأنه لن يمسك بالمقبض , بل سيمسك .. ولكن بيد صناعية !


حينَ أفاق من ذهوله بدأ في تجريب اليدين الجديدتين , رائعتين ولكنّه لا يستطيع فعل شيءٍ بهمَا تقريبًا , رائعتين كمظهر خارجي فقط , وهو لم يعد يريد هذا المظهر , وجودهمَا أحسن من عدمه على أيَة حال , حينَ نهضَ عن الفراش كان أول شيء قاله لزوجته المصدومة هو :

- اتبعيني

وسار إلى غرفة المكتب , وهناك جلسَ , ولكنّه لم يجلس على مقعد الكاتب هذهِ المرّة جلس على المكتب المقابل , وأمر زوجته بالجلوس على مقعد الكاتب , أمرها بإحضار الورق والأقلام , أمرها بالكتابة !

وبدأ يمارس فن الإملاء بينمَا تكتب هي , تكتب ما يقوله حرفًا حرفًا وكملةً كلمَة , كانت تشعر بالحماس الشديد هذهِ المرّة , وإذا لم تكتب هي فسيجد زوجها من يكتب حقًا , زوجها مبتور الكفين ولكنّها تعلم الآن أن ساعديه هما أغلى ساعدين في الوجود , وأن عقله يحارب كألف جيش وإلا ما فعلوا هذا به .


وحينَ صدرَت مجموعته القصصية الجديدة , انتاب الناس الذهول , وكانَ أكثر من اصيب به هم من قطعوا يده , لقد تم تقريعهم بل ومعاقبتهم أيضًا , لهذَا فعندمَا أحضروه للمرّة الثانية استجوبوه كثيرًا عن كيفية الكتابة , لم يقل , ولكن الأمر لم يكن يحتاج إلى الكثير من الذكاء , لهذا فقد قطعوا لسانه !

لن يقطعوا يدي زوجته لأنه سيكون عسيرًا أن يفعلوا هذا مع كل من يكلفهم هوَ بكتابة ما سيقول , قطع اللسان حل جذري ومناسب تمامًا .

عندمَا عادَ هذهِ المرّة لم يستطع أن يفتح فمه , فقَط فتحه لتشاهد زوجته كيفَ قطعوا لسانه ثم صمَت , صمَت فمه إلى الأبد ولكن عقله لم يصمت , وزوجته كذلك لم تهدأ , عندما جاء الليل كانَت قد أعدت له لوحة كبيرة تحمل الأبجدية , عليه أن يشير فقط بيده الصناعية إلى ترتيب الأحرف وستكتبها هي , صحيح أن هذه الطريقة منهكة للغاية ولكنّها الأفضل حاليًا .. أشار حتى قويت عضلات ذراعيه من كثرة الإشارات , وزوجته تكتب في صبر لا مثيل له , تركت من أجله المال والأصدقاء والاستمتاع بالنعيم الذي يحيط بهما وجلست جواره , لأجله , كتبت ما يشير إليه ويومًا فيومًا بدأت القصص في الاكتمال , ثم جاءت لحظة الظهور .


وحينَ نشرت مجموعته الجديدَة كان رد الفعل هو الأخير على الإطلاق الذي لم يتوقعه , لقد ثار من كان يكتب لهم ولأجلهم , هم يعلمون أنّه فقد لسانه وذراعيه في سبيلهم , فكيف يكتب إذن ؟ سادَت فكرة جديدة مضمونهَا أنّه لم يكن يكتب , كان يسرق ما يكتبه ويؤاخذ به , لم ير الرجال الذين اعتاد أن يأخذوه , فقد حدث ما كانوا يريدونه , بدا الجميع يقتنعون , لم بكن الأديب الكبير أديبًا , كان لصًا , ولكنّه احتمَل ولم يدافع عن نفسه بكلمَة لأنَه لا يستطيع , فقط كان ينظر إلى زوجته واسى الدنيا يملأه .فوجئ بهَا في اليوم التالي تحكي ما حدث بالتفصيل , رآها على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد وهي تحكي عن عظمته وعظمة ما فعل و عظمة ما تحمّل , أرتهم اللوحة التي كان يشير إلى أحرفها الثمانية والعشرين فيحيك منها كلماتًا وقصصًا هددت كيانًا بأكمله لم تستطع الجيوش على إسقاطه , حينهَا أدرك الجميع أي بطل هوَ , وأدرك أعداءه أي خطرٍ هوَ .


كان يشير وهي تكتب , يشير مرّة أخرى ليكتب مجموعة أخرى , لم ينسَ أن يهدهَا - ككل قصصه - إليهَا ..كانت تكتب على الورق ما يشير إليه حينَ دوّت الطرقات العنيفة , في هذهِ المرّة كانَت هنَاك أوامرٌ محدّدة , كانت زوجته امرأة رقيقة جميلة لا تملك أيّة قوة عضلية سوى ما يدفعها للحياة , وهو ضعيف مقطوع اللسان واليدين , وهما بضعة أوغاد جاءوا لتنفيذ مهمة واحدَة لم يبق لهم إلاها رغم أنهم حاولوا تلافيها كثيرًا , قتله !

وحينَ رأى زوجته تسقط أمامه لم يتحرك .. ظل جالسًا ينظر مبتسمًا إلى القادمين مرتاح الضمير , زوجته ماتت وسيتبعها هو بعد قليل , لن يفترق عنها بالتأكيد , ومع كل قطرة دمٍ كانَت تسيل من جثتها كانت ابتسامته تتسع وتتسعهتفَ به الكبير المعتاد وهو يصوب سلاحه إليه :- هل جننت أخيرًا أم ماذا ؟ , لن نتركك على أيّة حال !لم تفارق الابتسامة وجهه وهو يغمس أسنانه في دم زوجته وينهض ليكتب على الجدار ببطء وتركيز شديدين ..ستُهزمُون .وحتّى حينَ شعر بغضب الرجل والرصاصة المنطلقة لتغزو صدره , سقطَ على الأرض متألمًا ألم الجسد مبتسمًا ابتسامة روح , ورغمَ أنّ روحه كانت تتسرب خارج جسده في انسيابية لم يفته أن يلمحَ تلك العبارة التي كتبتها الدماء العشوائية ..

آخر القصص