السبت، مايو 30، 2009

الحب الخالص

بعد صلاة الجمعة فى الحرم المكى ..أصلى السنة ثم أجلس قليلا للتأمل والدعاء ..تخلو الصفوف الأمامية وينصرف الناس إلى شئونهم التى لا تنتهى ..أراها لأول مرة فقد حجبها عنى المصلين ...طولها يشى بعمرها الذى لا بد أنه يقترب من الثالثة أو الرابعة عشر..أطرافها شديدة النحول زادتها طولا..ترقد على الأرض فى وضع يشبه وضع الجنين ..تنظر إلى أعلى وكأنها تناجى ربها..هادئة..يلفها السكون ..إذا كنت قد رأيت أطفالا بمثل حالتها فستعرف أنها مصابة بالشلل الدماغى ..كانت وحيدة لدقائق ..ظللت أتأملها وأتخيل ذلك الإبتلاء وتلك النفس التى لا تحمل شيئا لأحد إلا الحب الذى لا تعبر عنه إلا بعينيها...تقطع تأملاتى طفلة أخرى ربما فى الحادية أو لثانية عشر ..تشبه تلك الراقدة كثيرا وإن كانت ممتلئة الوجه تبدو عليها علامات الصحة والنشاط... تقترب من الجميلة الراقدة ثم تجلس بجوارها وتحملها كما تحمل طفلا رضيعا ..تضمها إليها وتهدهدها فيظهر الإرتياح على الوجه الجميل
المشهد يدمى أشد القلوب قسوة وتنساب الدموع من أكثر العيون تحجرا
سبحان من جعل رقة القلب والحنان فى قلب الصغيرة لأختها
سبحان من علمها الأمومة ومعنى العطف والحنان وسبحان من جعل الجميلة الراقدة آية لمن أراد أن يتدبر
رب كم من نعمة أنعمت بها على قل عندها شكرى
وكم من بلية ابتليتنى بها فقل عندها صبرى
فيا من قل عند نعمته شكرى فلم يحرمنى
ويا من قل عند بليته صبرى فلم يخذلنى
يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا
ويا ذا النعماء التي لا تحصى عددا
أسالك أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
-------------------------------------------
أسألكم الدعاء لكل مبتلى
جعلتنى الصغيرة أكتب فهو مشهد انسانى يحمل من المعانى بأكثر مما أستطيع التعبير عنه فلكم أن تستخرجوا من المشهد ما ترونه من الدروس والعبروأعتذر منكم أن العودة هى بتدوينة عن الإبتلاء ولكنها الوحيدة التى حركت قلبى وأجربتنى على الكتابة فما كنت لأحرمكم من مشاركتى فى مشاعرى التى تحركت لرؤية ذلك الحب الخالص الذى قلما نراه هذه الأيام
وأسألكم الدعاء لكل مريض
------------------------
أشكر كل من سأل عنى برسالة على الجوال أو تعليق أو بريد الكترونى
أسعدنى سؤالكم عنى وأشعرنى بمدى قربكم منى رغم البعد المكانى
جعلنا الله اخوة متحابين فى الله ودمت لى أصدقاء وقراء أجدنى أعجز عن أن أرتقى إلى المسؤولية التى حملونى اياها
جزاكم الله عنى خير الجزاء