الاثنين، مارس 22، 2010

مارس أخر

- فتحت خزانتها لتضع الهدية فى مكانها المعتاد..انها الهدية الخامسة واليوم هو عيد الأم الذى تحتفل به على طريقتها ..فقدت أمها فى مثل هذا اليوم منذ خمسة أعوام ..جلست إلى صورتها لتحدثها عما آلت إليه الأحوال...أنا السنة دى فى سنة رابعة يا ماما كلها 3 سنين وهكون دكتورة زى ما كنتى بتتمنى ..بنجح بامتياز لأنى عارفة أن امنيتك أنى أكون دايما متفوقة بس الفرحة بعدك بقت حزينة قوى ...أنا قوية كل أيام السنة بس النهاردة مش قادرة ...يوم واحد أقولك فيه ان بعدك أنا بقيت بدون حضن يحمينى من قسوة الناس من بعدك العالم بارد ...بحبك بس مارس مبقاش مارس الربيع والدنيا الجميلة ..مارس بعدك بقى مارس أخر
----------------------------------------------------------
- دخلت إلى حجرتها لتتأمل نفسها فى المرآة ..لم تعد تتبين ملامحها ...اليوم هو عيد الأم ...فى شهر مارس العام الماضى أهداها قلادة صنعت لها خصيصا تحمل نقشا جميلا"أحبك يا أمى" ..لم تنزعها قط فقد كان هو من البسها إياها ..ما زال صوته فى أذنيها ومازالت صورته فى عينيها ..وحشتنى يا حبيبى ...مارس بعدك بقى مارس أخر
--------------------------------------------------------
- قالت لها زميلتها فى الفصل" بابا هياخدنى نشترى لماما هدية وتورته وهنعملها مفاجأة" ..ردت " يا بختك ..احنا هنعمل حفلة فى الدار وهنشترى هدايا لماما أميرة"...بعد انتهاء الحفلة ذهب الجميع إلى حجراتهم ..سكنت الدار أما هى فلم تنم فما زال يهاجمها ذلك الحلم المستحيل ...انه يكون لها بابا وماما حقيقيين...هى بتحب ماما أميرة لكن كان نفسها تكون زى صاحبتها لها بيت وبابا وماما..منذ وعت على العالم وهى تعرف أن بابا وماما ماتوا أما هى فأحضروها لتعيش فى الدار أيتام..الدار جميلة لكنها ليست كبيت أصحابها فى المدرسة...حتى عيد الأم عندها غير عيد الأم عندهم ...عندها مارس هو مارس أخر
------------------------------------------------------
- دخل الحجرة ليجد كل شىء كما تركته الغالية ...خمسة أيام مرت وهو لا يستطيع أن يخطو إلى داخل الحجرة ...ما زال يلوم نفسه ...أنا اللى قتلتها لو مكنتش غفلت وأنا سايق مكنش حصل كده ثم يعود ويستغفر ربه ويتذكر أنه أجلها ...يقتله سؤال الصغار عنها وبكاء طفله الرضيع ...يتذكرها والدماء تسيل من رأسها والرضيع فى حضنها لم يصب بخدش واحد فقد حمته بجسدها فقد كانت أمًا حتى اللحظة الأخيرة ...ما زال فى مرحلة الذهول ...أربعة صغار ترحل أمهم فجأة ...ذهبت الزوجة والأم...فى العام الماضى فى مثل هذا اليوم يتذكر فرحتهم والتورته الجميلة التى اشتراها نيابة عن الصغار والضحكات التى كانت ترن فى أرجاء البيت ...هذا العام مارس هو مارس أخر
( فى الأربعاء الماضى فقدنا طبيبة شابة ..زوجة زميل فى حادث مؤلم فى طريق عودتهم من جدة..رحمها الله دُفنت فى البقيع ..تركت أربعة أطفال أكبرهم توأم فى الصف الثالث الابتدائى...نسألكم الدعاء لها بالرحمة ولزوجها وأهلها بالصبر )
------------------------------------------
- الإطار الفارغ ما زال فارغا ومازالت الأغنية تٌبكيها ولكن الجديد أنها تلقت هدية فى عيد الأم من صغيرة جميلة ....نغم الصغيرة أهدتها هدية فمارس هذا العام أصبح مارس أخر

الجمعة، مارس 12، 2010

لقد كنت هناك

تزوجت بعدما أكملت عامى التاسع والثلاثين مما يعنى أننى كنت لمدة حوالى تسع سنوات فى مربع العنوسة، لو أننا عرفنا العانس على أنها الفتاة التى بلغت الثلاثين ولم تتزوج بعد. حينما تتعرض لخبرة معينة ثم تتحدث من واقعها يقولون فى الغرب "أننى كنت هناك" أى اننى خضت التجربة وأستطيع أن أتحدث عنها الآن بعد أن أحجمت عن الحديث عنها طوال عمر المدونة. يرجع احجامى عن الكتابة لخوفى من أن تنحصر التعليقات ما بين الدعاء لى بابن الحلال أو التعليقات المشفقة والتى تجرح من حيث لا تدرى وربما لا يقصد أصحابها. وبما اننى كنت هناك فاسمحوا لى أن أقول لكم ارفعوا ايديكم عن الفتيات اللاتى لم يتزوجن رحمكم الله.
بداية فهناك افتراضات خاطئة من المجتمع وهى ما بين
- اذا كانت الفتاة جميلة فان الافتراض الفورى أن العرسان المناسبة قد طرقت أبوابها ولكنها بالتعبير العامى "بتتأمر" يعنى المحروسة فاكرة نفسها أميرة ولازم تتجوز أمير
- اذا كانت عادية شكلا أو أقل فانهم يفترضون تلقائيا أن أحدا لم يطرق بابها يعنى "بايرة ومحدش عبرها"
- لو كان أهلها لا يرتضون لها الا شخصا يناسبها ويحافظ عليها ويرفضون أن تتزوج والسلام فانهم "موقفين سوقها" مسكينة
ويتبرع الجميع طبقا لهذه الافتراضات باقتراح حلول بدون أن يطلب منهم أحد ولا تخلو الحلول من بعض الكلمات التى لا تمر على الفتاة وخاصة اذا كانت حساسة مرور الكرام ربما باتت ليلتها باكية من قسوة المجتمع الذى لا يرحم وكلماتهم ترن فى اذنيها " يا اختى اتجوزى ولو طلع وحش ابقى اطلقى اهو اسمك شفتى الجواز" " يا بنتى يعنى ايه مش مرتحاله بكره تتعودى عليه هو يعنى كل واحده متجوزه مرتاحه لجوزها هاتيلك حتته عيل وساعتها هتنشغلى ومش هتفكرى كتير".." انتى بتتأمرى ليه بكرة العرسان تقل وتقولى ياريت اللى جرى ما كان" .."وايه يعنى اكبر منك بعشرين سنة ياعبيطة ده هيدلعلك والراجل ميعبوش الا جيبه""
دى بس أمثله والباقى كتير جداا
أما المناسبات الاجتماعية فتصبح هما ثقيلا على الفتاة لأنها تعرف مسبقا ما ستتعرض له من نظرات مشفقه ومصمصه شفاة ودعوات بان ربنا يصلح حالها وكأن صلاح الحال لا يتم الا بالزواج وعليها أن تحاول أن تتماسك فترد عليهم بابتسامة باهته مشفوعه بكلمات مقتضبة مثل "شكرا يا طنط، آمين، ربنا يعمل اللى فيه الخير، كل شىء بأوان وغيرها"
ومن وقت لأخر ستتعرض لجهالة البعض ممن يظنون أنها أصبحت مريضة نفسيا فهى حاسدة أو حاقدة على كل فتاة صغيرة تزوجت وربما أحجموا أن يحكوا لها تفاصيل الخطوبة علشان المسكينة مش عايزيين يجرحوها أو مراعاة لحالتها النفسية
أما السيدات المتزوجات فمن وقت لأخر سيرمونها ببعض التعليقات اللذيذة " يا بنتى دى أحلى أيام حياتك الجواز كله قرف دا أنا جوزى مطلع عينى بلا هم دا أنا بحسدك على اللى انتى فيه"...واذا أجادت فى عملها " يا بنتى انتى فاضية بكرة لما ربنا يكرمك وتتجوزى ويبقى عندك عيال مش هتلاقى وقت للى انتى بتعمليه فبلاش تحبكيها قوى" ولو أبدت رأيا فى العلاقة بين الزوج والزوجة فسيكون التعليق كالآتى " انتى بتتكلمى كلام نظرى بكرة تشوفى مهو اللى ايده فى المية مش زى اللى ايده فى النار"
لقد كنت هناك وعرفت كيف يسىء مجتمعنا للفتاة التى تأخرت فى الزواج ويعتبرونها كائنا فضائيا غير مرغوب فيه من البعض ومثار شفقة البعض الأخر أو مريضة نفسيا من كتر ما عاشت بمفردها
أما المدافعين عن حقوق المرأة فهو يسيئون لها أيضا عندما يتحدثون عن استقلالية وحرية المرأة وعدم حاجتها للرجل وكأن الزواج فقط هو وسيلة لكفالة المرأة ماديا أو هدما لاستقلالها ومحوا لشخصيتها
أما المنصفون فهم قلة قليلة ممن يدركون أن كل شىء بقدر وأن فى السماء رزقكم وما توعدون وأن التأخر له أسبابه التى لا تجعل من الفتاة متهمه فالتأخر فى الزواج ليس وصمة عار ولا تهمه تضطر أن تنفيها عن نفسها وتظل تسوق الأسباب والمبرارت
عزيزى القارىء اذا كنت ممن يسىء لهؤلاء الفتيات من حيث لا تدرى فاستحلفك بالله أن تضع نفسك مكانها وترحمها من تعليقاتك واتهاماتك ومقترحاتك وأن تهتم بشأنك الخاص فمن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه
ولكل فتاة لم تتزوج بعد لا تدعى المجتمع يضعك فى خانة المظلومة أو المسكينة أو المريضة نفسيا أو المتهمه ولا تدعيهم ينجحون فى أن يجعلوكِ تتزوجى بمن لا ترتضيه لنفسك فالرزق متعدد وهو ليس فقط فى الزواج ولا أحد سيدخل معكِ التجربة ولا أحد سينفعكِ اذا اخترتى اختيارا خاطئا فستكونين وحدكِ ليس معك الا الله فتمسكى بمبادئك وعيشى حياتك ولا تنسى الدعاء فأحيانا يكون الرزق مشروطا بالدعاء
كونى قوية وانظرى الى ما أعطاكِ الله من نعم وابتسمى من جهالتهم ..الزواج مهم ولكنه ليس السبب الوحيد للسعادة فى هذه الحياة

الاثنين، مارس 01، 2010

إلى هؤلاء

  • نقيب الأطباء: إعلانك عن جمع الزكاة لشباب الأطباء هو دليل عجزك عن تحمل مسؤولياتك كنقيب، من فضلك كفانا مهانة .....استقيل واتركها لمن يستطيع أن يقوم بواجبه لتحسين أحوال الأطباء فنحن نحتاج لنقيب يدافع عن حقوقنا ويحفظ لنا كرامتنا
  • أحمد شوبير ومرتضى منصور: لا أعرف حقيقة أيكما يعد الرمز لغياب أدبيات الخلاف ولكننى فى كل الأحوال أتمنى أن ينال كل منكما ما يستحقه بالفعل
  • د.البرادعى: أتمنى لك النجاح ولا أستطيع أن أتصور كيف ستسير الأمور اذا نجحت فى تغيير المادة الملعونة فى الدستور والتى تحكم علينا بحكم أبدى للحزب الوطنى و ربما لعائلة مبارك ..ربنا يحفظك من المافيا الحاكمة يادكتور
  • كل من يكتب أو يعلق فى المدونات: رفقا بالأخرين ..ليتنا لا نجرح بعض لا بطريقة مباشرة ولا حتى بالتلميح ...دخلنا فضاء المدونات لنخلق لأنفسنا عالما نظيفا خاليا من التلوث بكل أشكاله فاذا بنا نجد من يصر على النيل من الأخرين ...لماذا ؟؟؟ ..قف وضع نفسك فى مكان الأخر قبل الاقدام على تجريحه
  • إلى كل من يعتبر أنه لن ينجح إلا على حساب الأخرين: فى النجاح متسع للجميع هذه حقيقة
  • كل زوار مدونتى : لكم خالص احترامى وتقديرى ولكلماتكم التى تنير المدونة