الجمعة، مايو 30، 2008

كلام عجبنى

  • النفوس المحبة الراضية التى تشع حبا و عطاء للآخرين...تسعى إليها السعادة..حتى و إن لم تسع هى إليها...ولم تبذل جهدا لنيلها

  • أفضل ما تقدمه الحياة للإنسان من خير هو أن يكون قادرا على أن يتوقف فى أى لحظة من العمر ليراجع شريط حياته و يرضى عنه و يقول "هذا حسن" و لكنها جائزة كبرى لا ينالها إلا من طُبعت نفوسهم على الرضا و تقبل الحياة بكل ما تحمله إليهم أمواجها..وعلى القدرة على العطاء..و استشعار السعادة فى اسعاد الآخرين

  • بعض الناس قادرون على العطاء و على التماس الأعذار للآخرين و التعامل مع الجانب الطيب فيهم وعند هؤلاء لا تكون الشعيرات البيضاء انعكاسا لمر السنين و إنما هى انعكاس لبياض السريرة..و من كان كذلك قد يبيض شعره أحيانا لكنه يطالع الدنيا دائما شابا محبا للحياة و الخير و البشر حتى نهاية العمر

  • سٌئل أديب كبير عن تعريفه للأدب فقال انه الأدب الذى تخرج من قراءته و أنت أكثر طيبة و أكثر نبلا..و انه الأدب الذى تحس بعد أن تنتهى منه بأنك قد صرت إنسانا أفضل وبأن رغبتك فى أن تكون أكثر عطفا و إنسانية و تفهما فى علاقاتك مع الآخرين قد ازدادت كثيرا عنها قبل أن تقرأه

  • إحدى معجزات الإنسان هى قدرته على تحدى الألم و صعوبات الطريق و مقاومتها و الانتصار عليها و مركز القيادة فى كل عمليات المقاومة هذه هى روحه لأن روح الإنسان أقوى آلاف المرات من جسمه الضعيف و عظمته تتجلى فى قدرته على مغالبة الألم و التمسك بأهداب الأمل فى أن يقهره و يتخطاه كما تخطى غيره من صعوبات الحياة

  • رفض الآخرين لنا لا يعنى فى النهاية أننا لا نساوى شيئا و إنما يعنى فقط أننا لم نوفق إلى من يقدرنا حق قدرنا..إلى من يجد فى قربنا السعادة و الراحة..و سوف نرشف رحيق السعادة حين نلتقى بمن يجد فينا واحته وسط هجير الحياة..و لا ينقص ذلك من قدرنا أبدا..فمن تركك قد خسرك كما خسرته (هذا المقطع من كتاب آخر لنفس المؤلف بعنوان نافذة على الجحيم)

من كتاب العصافير الخرساء

للكاتب عبد الوهاب مطاوع

رحمه الله و غفر له ولنا

الأربعاء، مايو 14، 2008

حديثُ العقل

آلام شديدة فى صدري ...آلام فوق قدرتي على التحمل
أنفاسي تتلاحق و الألم يزداد حدة...لا بد أن أفعل شيئا
شققت صدري و عرفت أين الداء
الذكريات المريرة تتصارع داخلي
جمعتها فى ركن بعيد مظلم من القلب
أغلقت الجرح و ما إن فعلت حتى عدت أتنفس بسهولة
سمعت صوتا يناديني....الصوت يعلو و يعلو ..يحدثني أنا
لقد عدت إلى القيادة مرة أخرى و أحذرك أن تتجاهليني
إياكِ أن تعودي لمثل ذلك أبدا ...قلت لكي لا فلم تسمعي
قلت ستتألمين و حدث و دموعك هى خير دليل
قلت أننا نحيا حياة سعيدة و أن لدينا الكثير من النعم
فلماذا بحثتِ عن المفقود و لم ترضى بالموجود
هل كان لا بد من الجراح والآلام حتى تصدقي
حساباتي قالت لا و قلت أنتِ نعم ..
و استسلمتِ للألم حتى كاد أن يفتك بك
انظري لنفسك فى المرآة و قولي لى ماذا ترين؟
إنسانة ضعيفة... مستسلمة.... حزينة
هل أنت راضية عن نفسك؟
كل من رآك قال أن شيئا ما قد تغير فيكِ
انطفأ بريق عينيكِ و ماتت البسمة على شفتيكِ
أنا الآن عدت و عليك أن تنفذي ما أقول
من اليوم لا ألم و لا ندم و لا دموع
استجمعي كل قواك و ابحثي داخلك
أين إيمانك ؟
أين القول الذى أردده عليك مرات و مرات؟
إذا عرفت الله فأنت أكبر من أكبر مشكلة و إذا لم تعرف الله فأنت أصغر من أصغر مشكلة
هل الإيمان كلمات تقال أم هو عمل؟
رزقك لن يأخذه غيرك فاطمئني و سيسعى إليك بأكثر مما تسعين إليه

قومي و توضئي و صلى ركعتين و رددي هذا الدعاء
اللهم رضني بقضائك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت
اللهم ما زويت عنى مما أحب فاجعله فراغا لى فيما تحب
اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكرام
اللهم لا مانع لما أعطيت و لا معطى لما منعت و لا ينفع ذا الجد منك الجد
فعلت ما قال و شعرت بعدها بالسلام يحل محل الألم
و اجتاحني الهدوء فجلست لأعيد على نفسي ما قاله
وما إن انتهيت حتى حمدت الله فأخيرا عاد إلىََّ عقلي
و عندما عاد عقلي عادت إلىَّ نفسي التي اعرفها

السبت، مايو 03، 2008

الزوجة التانية خطافة الرجالة

لسه ناوى ع الرحيل تفتكر مالوش بديل
واعمل ايه في الوحده وانت مش معايا
واعمل ايه ومنين اجيب صبر لسنه
لو ضرورى تسافر خد منى الحنين
و اختصر بُعد السنه خليه يومين
كنت اسمع انغام فأشعر انها تتكلم بلسان كل زوجه اضطر زوجها أن يسافر تحت وطأة الحاجه و يتركها وحدها أو مع الأولاد. كنت اظن فى ذلك الوقت أن الزوجه هى الطرف الأضعف فى معادله الغربه و انها تعانى أكثر مما يعانى الزوج ولكن يبدو أن المرأة المصرية بعد ان تنجب تصبح أمّا بالدرجه الأولى و تبدأ الزوجة بداخلها فى الاختفاء تدريجيا و دون ان تشعر هى بذلك.
الزوج فى الغربه ليوفر للأولاد حياه كريمه وهى صابره تدعو له أن يوسع الله رزقه و تحفظه فى بيته و تسير الأمور و كأنه ما زال موجودا و يمر العام تلو العام فيصبح غيابه هو الأساس ولا تفكر أبدا انه ربما يعانى الوحده و ربما يحتاج زوجه فهى تظن تلقائيا انه سعيد ما دام أولاده بخير و حياتهم على ما يرام. لم أدرك ذلك إلا منذ أن بدأت اسمع حكايات المصريين فى الغربه وقتها عرفت اننى ربما أكون مخطئه و انه ليس بالضروره أن تكون المرأه هى الأضعف و الا فلماذا يفكر أغلب من تركوا زوجاتهم فى مصر فى الزواج مره اخرى؟
هل فكره التعدد هى فكره كامنه فى عقل كل رجل؟ أم انه فعلا لا يستطيع ان يتحمل الحياه بدون زوجه؟.....هل هو فقط ينتظر ان تصبح الفرصه مواتيه؟ ... المال اللازم للزواج مره أخرى و حجه غير قابله للجدال....زوجتى فى مصر و أنا معظم العام لوحدى .... الضغوط كثيره و لا أريد أن اغضب الله انا أريد الحلال هل تحرمون ما أحل الله؟ ....و من يستطيع ان يناقش مثل هذه الحجه يحاول الرجل دائما أن يجد المبرارت و لا أدرى هل هو يفعل ذلك ليقنع الرافضين لهذا الزواج أم لإسكات ضميره أم هو فعلا على حق؟... هل نحن فى مصر نرفض الزواج الثانى و نكاد نحرمه اجتماعيا لأننا نعارض شرع الله أم هى ثقافه ولدنا و تربينا عليها و إذا كانت كذلك فهل نظل نتمسك بها أم آن الأوان للتغيير و من يقدر على التغيير؟ هل نحتاج لأجيال أخرى تستطيع ذلك؟.
حدثتنى صديقتى فى الغربه قائله :
عندما جئت هنا كنت لا أتصور ان أفكر مجرد التفكير فى الزواج من رجل متزوج و مع حضورى لبعض دروس العلم الشرعى و التى تشرح الحكمه من التعدد و شروطه الواجبه و أهمها تحقيق العدل بين الزوجات بدأت أغير من تفكيرى و أقول ربما أكون على خطأ لرفضى التعدد و ربما يكون هو الحل لكثير من المشكلات و كأن الله أراد ان يختبرنى ...تقدم لى طبيب مصرى يعمل فى نفس البلد ..يماثلنى فى العمر و يقول انه يريد ان يتزوج لظروف خاصه و سيشرحها لى و لعائلتى
و جاء يوم المقابله...شاب فى السادسه و الثلاثين ملتحى و منذ اللحظه الأولى تشعر انه ملتزم دينيا جدا و كنت و لا زلت أريد زوجا من هذا النوع و ان كان ليس بالضروره ان يكون ملتحى...رحب به أخى ثم سألته امى لماذا يريد ان يتزوج مره أخرى و ما هى الظروف الخاصه التى تحدث عنها؟ فقال أن زوجته فى مصر و أن لها ولد من زواج سابق و قوانين البلد هنا لا تسمح ان يكون الولد معها فوجدت نفسها ممزقه بين ابنها و بينى فاتفقنا على ان تعود هى لمصر و ان ابدأ البحث عن زوجه ثانيه و اخذ يتحدث عن الحكمه من التعدد و كيف ان العلماء يحثون الشباب على التعدد و الى هنا و الكلام لا شىء فيه و لكن شيئا ما كان يبدو غريبا فلماذا يقدم طبيب شاب فى مقتبل حياته على الزواج من امرأة مطلقه و خاصه انه من أرياف مصر ....كيف سمحت له عائلته بذلك؟
كنت طوال الجلسه صامته استمع للحديث و ابتسم من وقت لاخر و لكن فى النهايه لم استطع أن امنع نفسى من السؤال فأخذ يحدثنى عن أهميه التعدد و انه شخصيا يعده نوع من الجهاد لان فيه حل لمشكله الأخوات اللاتى تقدم بهن العمر و لم يتزوجن.... ابتلعت الكلمات و ابتسمت و تظاهرت بانه لا يعنينى فانا صحيح فى السادسه و الثلاثين و لكن أنا لا انتظر أخ مجاهد ليحل لى مشكلتى.... و كررت سؤالى مره أخرى قائله يا دكتور لو أن اخى سيتزوج لحثثته على ان يتزوج بكرا كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم فقال انه تزوجها لأنه هو نفسه كان مطلقا و له من زوجته الأولى طفلان اى اننى بلا فخر سأكون الزوجه الثالثه فى الترتيب و عندما سأله اخى لماذا لم يخبرنا بهذا قال انه كان سيخبرنا عندما يحين الوقت المناسب.
و لا بد انكم تعرفون الباقى شكرناه على الزياره و تمنينا له التوفيق و كان هو فى غايه الحرج فشكرنا لأننا وافقنا على استقباله و مضى.
انتهت القصه و ظللت مع امى نتندر على موضوع الجهاد و نضحك و لكن هذه المقابله تركتنى فى مواجهه مع نفسى ... هل أنا حقا استطيع الزواج من رجل متزوج؟ ...هل استطيع ان أكون الزوجة الثانية؟...هل يمكن ان يتغلب الجانب الدينى عندى على العادات و المفاهيم التى تربيت عليها؟... الزوجة الثانية عندنا هى خرابه البيوت التى خطفت رجل من بيته لأننا كالعادة نعفى الرجل من أى مسئوليه و نصوره على انه طفل صغير استطاعت امرأة أن تغسل مخه فأقدم على الزواج منها يعنى هو الغلبان المسكين اللى انضحك عليه و هى الشريره خطافه الرجاله.
هل استطيع أن أنام قريره العين و أنا اعرف أن امرأة أخرى قد باتت باكيه مقهوره حزينه على السنوات التى قضتها مع زوجها و هو يكافح لينجح فى عمله و عندما وقف على قدميه جاءت امرأة أخرى لتجنى معها الثمار....هل استطيع أن اسكت ضميرى و انا أتصور حزن امرأه اخرى و محاولتها للفهم و مليون سؤال يدور فى ذهنها....هل استطيع أن أتحمل لوم أطفاله إذا ما كبروا و فهموا ....وهل سأستطيع أن أتحمل لوم الناس و نظرتهم لى و اللقب الجديد الذى سأحمله الزوجة الثانية خطافه الرجاله...... و فوق كل هذا و السؤال الأهم هل انا قادره على أن أتزوج من رجل تشاركنى فيه امرأه اخرى أو كى أكون دقيقه أشاركها انا فيه؟ ..ماذا سيكون شعورى إذا رن التليفون و كانت المتصله زوجته الأولى هل سأستطيع أن استمع إليه يحدثها؟ ....هل سأمنعه من أن يذهب إليها؟ هل سيسمح لى ضميرى ؟ لا اعتقد....وهل سأحاول الاستئثار به دون أن اشعر؟.... هل سأظل محتفظه بعقلى ام سيكون مصيرى الى مستشفى المجانين فى النهايه؟ لقد واجهت نفسى و كانت المحصله اننى لا استطيع.
تركتنى صديقتى و مضت ..نظرت لنفسى فى المرآه لأسألها نفس الأسئله ولأحصل على نفس الاجابه انا أيضا لا استطيع.... انا لا أحرم ما احل الله و لكنى لا املك القوه النفسيه على تنفيذ ما اعتقد انه صواب فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر و انا لم أتعلم كيف أكون الزوجة الثانية.

ربما يقول البعض كيف تتحدثين عن التعدد و كثير من الشباب لا يجد الامكانيات الكافية للزواج!
وأنا أقول أنا أتحدث عن واقع و ليس عن خيال هناك من لا يجد امكانيات الزواج و هناك من يستطيع الزواج للمرة الثانية

ولعلى أطرح عليكم السؤال هل نحن على حق أم اننا نكاد نحرم ما أحل الله ؟
هل التعدد يتناسب مع طبيعة الرجل و هل حقا امرأة واحدة لا تكفى؟
و أنت يا صديقتى لو كنت فى نفس الموقف وكان الرجل فيه كل ما تتمنين الا انه متزوج ماذا ستفعلين؟
اجاباتكم هتكون هى البوست الحقيقى

تحديث
وصلنى تعليق من أخى صاحب مدونة الهدهد الطائر على البريد الالكترونى و له رأى سأعرضه بدون أن أعلق عليه و اترك لكم التعليق
أبونا آدم لم يكن له إلا زوجة واحدة.. و هذا هو حال أغلب أبنائه و الإسلام هو دين البشرية كافة إلى يوم الدين.. و هناك إلى يومنا هذا بعض المجتمعات التي لا حد فيها لعدد الزوجات في بعض أفريقيا مثلا و حتى في أمريكا مؤخرًا فالشرع في هذه الحالة قد رشد ما هو في الأصل تبذير و الآية واضحة:" وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى الا تعولوا" النساء(3).-- تعولوا: تميلوا عن العدل.
أسباب قبول التعدد بالنسبة للنساء لا تخرج في الغالب عن الفقر أو الأنتهازية و بالنسبة للرجل التعدد و الخطيئة هما نهايتان مختلفتان لبداية واحدة.. هي النزوة الغريزية.
في النهاية نجد أنفسنا تائهين بين المبررات و الادانات فالظلم في جانب هو عدل في الجانب الآخر.. و صدق الله حين قال:" ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم"