السبت، أغسطس 02، 2008

الإبداع المخيف (ساديزم)

رحلة الى الأعماق
انها رحلة غريبة سترى فيها الجمال و القبح ...الخير والشر....النور والظلام .... ستضحك وتبكى ...ستشعر بالحب والكراهية بالنقمة والشفقة ... ستأخذك إلى أعماق لا نهاية لها....وكلما ظننت أنك قد وصلت ستكتشف أن الطريق ما زال طويلا ... ستثور فى عقلك عشرات بل مئات الأسئلة ..وربما ستظل بلا إجابات ...ستصيبك الحيرة و الخوف وسيقابلك اليقين والشك ...ستشعر بالسكينة و الألم ...ستحزن وتفرح و ربما تندم على انك قررت أن تحاول اكتشاف هذه الأعماق وستصرخ بصوت عال.....لا أعرف لا أفهم ....إذا قررت الذهاب فاعترف أولا انك بشر ضعيف جاهل ...اصرخ للمساعدة عندما تعجز وقل يا الهي صدقت وما أوتيتم من العلم إلا قليلا
هذا ما ينتظرك إذا أردت أن تبحر فى أعماق النفس البشرية

والآن هل أنت مستعد؟؟

سأخذك معى فى رحلة إلى واحدة من أظلم المناطق فى النفس البشرية ...سأخذك حيث يتحول الإنسان فى لحظة مدمرة إلى نار مشتعلة لا لتعطي الدفء و النور وإنما لتستمتع بالإحراق وتتغذى بعذابات البشر
هلم معى لقراءة أجزاء من
قصة ساديزم لمحمد الغزالى

(اضغط هنا لقراءة القصة)

القصة تبدو كقطع من البازل عندما تقرأها للمرة الأولى ...فقرات تأخذك إلى أزمنة ومشاعر مختلفة وعليك فى النهاية أن تكون منها الصورة
وهكذا ستحتاج أن تقرأها للمرة الثانية فتكون نظرتك قد اختلفت فقد استطعت ان ترى الصورة مكتملة وانت الآن تعيش فى التفاصيل

"ايمكنك ان تلوم النيران على انها احرقتك انت من غرك لونها المبهر فاقتربت لتحترق يا سيدى"
هكذا أنهى بطل ساديزم قصته لقد عرف نفسه لنا على انه نار ...نار تأكل نفسها قبل أن تحرق الآخرين ولكن أين كانت البداية ومن الذى أشعل هذه النيران؟؟

تبدأ القصة بالنسبة لى فى مشهد محورى مشهد يكون بمثابة عود الثقاب الذى أشعل نيران الشر فى نفس البطل الذى يبدو من بعيد سطحا هادئا يخفى تحته بركانا يلقى بحممه على كل من يقترب منه
هذا هو الطفل الصغير ينظر من ثقب الباب ليرى ابيه يعتدى على أمه بمنتهى القسوة ...لتصبح تلك هى اللحظة الفاصلة فى حياته ...لقد اختزل الحياة فى هذا المشهد ...فى الدنيا عليك أن تختار إما أن تكون الجلاد أو تكون الضحية...خياران لا ثالث لهما...هل شعوره بالألم والقهر والمهانة وتوحده مع أمه جعله يقرر الا يكون الضحية..هل لذة الانتصار والبريق الذى يشع فى عينى الأب وهو يعذب الأم هو ما جعله يقرر أن يكون الجلاد ...و هل كان هذا الخيار هو وسيلته للبقاء ...إذا كانت الحياة صراعا فلماذا لا أكون المنتصر ولماذا أدع للأخرين فرصة لهزيمتى
لقد اعتبر الحياة معركة وان لم تكن فسوف يصنع معاركه الخاصة حتى وان كانت كما وصفها معارك من الوهم وجميع من حوله سيكونون خصومه بارادتهم أو رغما عنهم
ثم هو يصف لك موقفه من هذه المعركة فهو دائما المنتصر
"المهم فى النهاية ان انتصر عليك حتى وان لم تنازلنى فانا ساهزمك"
"حسنا بالخداع وحدة تصنع لنفسك حربا من الوهم..!"

والسؤال الآن هل ولد مريضا ام انه فقط كان لديه الاستعداد وساعدت البيئة المحيطة به فى اظهار المرض؟؟؟ . هو يدافع عن نفسه ويعتبر انه لم يختار الطريق بل الطريق هو الذى اختاره واليك كلماته
"الطريق ليست كالملامح ..الملامح ترسمها الوجوه من حولك ..أما الطريق .. فتحفر نفسها عميقاً من تحت قدميك فلا يبق لك سوى أن تسلكها .. !!"
وتمضى القصة لتنقلك الى التطور الذى أخذت ملامحه تظهر شيئا فشيئا ....لقد عرف البطل انه لا يملك القوة العضلية ولكنه اكتشف وسيلة الضعفاء ...انه الدهاء والحيلة ...يلخص لك أسلحته فى معركة الحياة بل ويبرر لك استخدامها فيقول
"انا مجرد ((مغفل)) مغفل ضاجع غباء تصرفاته, استخدمه الكثير ممن حوله ، خبثهم...غدرهم...مكنه من اتقان سلاح الضعيف.......الحيلة...والخبث لعبة الضعيف التى غالبا ما تقهر الاقوياء"

أحيانا نتصور أن الأطفال كائنات لا عقل لها ولا مشاعر ....بينما قد تصبح لحظة واحدة كفيلة بتشكيل نفوس هؤلاء الأطفال دون أن ندرى...فلا بد أن المشهد تكرر كثيرا ويتكرر كل يوم فى آلاف البيوت
الطفل ليس جسدا تغذية ومسجلا تحفظ فيه المعلومات وتفخر بانه يستطيع ان يكرر الأرقام والحروف ....ان الله قد استودعك هذه النفس البشرية أمانة وعليك أن تتعهدها بالتزكية وتغرس فيها قيم الخير وإلا أصبحت أرضا خصبة لكل الأمراض النفسية وصدق الله حين قال
"ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"
لقد أخبرنا الخالق بأن فينا الخير والشر واننا إذا لم نتعهد أنفسنا بالرعاية فلن نحصد الا الحسرة والندم ...الطفل صفحة بيضاء حافظ عليها بنقائها أو ادمن الكتابة عليها باللون الأسود .. وعليك أن تختار


كم مرة جلست لتعرف فيما يفكر طفلك هذا إن اعتبرته كائنا يفكر...جرب و ستندهش من النتيجة و ستكتشف أحيانا أنه يعرف أكثر منك ...فما زال يعرف الطرق المستقيمة وما زال يحمل من البراءة ما فقدته أنت على مر السنين ...ربما لو تحدثت معه لاكتشفت انك من تحتاج اليه...تحتاج لان ترى نفسك فى مرآته لتعرف ما وصلت اليه ...كيف غيرتك الأيام ...ربما بعد هذه الجلسة ستكتشف ان طفلك هو الضوء الذى تحتاجه فى عتمة الحياة

لا أعرف لماذا توقفت كثيرا عند هذا المشهد الذى وصفته بالمحورى ولكنى شعرت أن هذا ما نحتاجه من هذه النوعية من الأدب فلا أعتقد اننا سنستفيد كثيرا اذا عرفنا المرض دون أن نعرف أسبابه .. من وجهه نظرى الأدب هو طريقة لفهم البشر ودوافعهم ...هو طريقة لكى نكون أكثر خيرية وأكثر إدراكا لأخطائنا ولكن هل هناك حدودا يجب أن نقف عندها ونقول لا نرغب فى معرفة المزيد وهل من يكتب يمكن أن يكون أول ضحية لاندماجه الشديد مع أبطاله وهل يمكن أن تتراكم تلك المشاعر بداخله على مر الأيام ....هل الإبحار فى ظلمات النفس البشرية هو ابحارا آمنا أم انه ابحار به الكثير من المخاطر؟؟؟
أنا شخصيا ليس لدى إجابة ولكنى لا أستطيع أن أمنع نفسى من السؤال فما شدنى للقصة ليس فقط الموضوع ولكن براعة التعبير عن الحالة والتى تجعلك تشعر ان الغزالى ككاتب كان كالممثل البارع الذى أضاف كثيرا للنص الأصلى فأن تقرأ عن المرض وتدرسه شيء وأن تعبر عما يجول فى عقل المريض والذى ربما لا يعيه هو نفسه شيئا آخر ... شيئا أصفه بأنه الإبداع المخيف

هناك 33 تعليقًا:

التائب يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سيدتى
يعجز الكلام عن وصف ما شعرت به بعد قرائه هذا الموضوع
انك دخلتى فى منطقه كلنا لا نعرف عنها شى او بمعنى اضق نتجاهل الدخول فيها
النفس البشريه فعلا نفس معقده جدا
ممكن تسمحيلى اقراء الموضوع تانى
بجد كلامك رائع جدااااااااااااااا
دمتى بكل خير
والله الموفق

التائب يقول...

بجد مش عارف اعلق
دمتى مبدعه
تصفيق حااااااااااااااار جدا
وارفع لكِ القبعه
انتِ مبدعه
والله الموفق

mostafa rayan يقول...

الأخت الكريمة جني
قرأت الموضوع مرتين ومتهيألي اني في حاجة لقرأة ثالثة او ربما رابعة لأستوعب هذه التدوينة المليئة بما يجب ان نلتفت إليه
بالطبع انا معك ان الاطفال اذكي بكثير مما نتصور وانهم المرأة البريئة التي تكشف لنا عوراتنا
المشكلة ان البرأة هذه تقتل وهي مازلت ف يمهدها في ايامنا هذه قتري الطفل وكأنه رجل عجوز خبير بدهاليب الحياة
فيما يخص الأدب الكاتب عندما يكتب يندمج مع شخصياته يصل لحد التوحد معهم .. حاله يصبح مثل الممثل البارع المتقمص لدوره ولكن احيانا كثيرة التوحد هذا والأقتراب الشديد من الشخصيات الممثلة يؤذي الشخصية الأصلية ويصيبها بالمرض معروف ان الراحل احمد زكي بعد فيلم زوجة رجل مهم اصيب بحالة اكتئاب شديدة بل اصيب بأعراض امراض الكبد وعندما كشف اخبره الطبيب ان هذا مرض نفسي وان المرض هذا المفروض ان يصاب به شخصية الظابط الذي يلعبه وانه اصيب به بسبب حالة التوحد التي انتابته
كذلك عادل امام بعد مسرحية شاهد ماشافش حاجة تعب نفسيا وايصب بحالة من الخوف والذعر واخبره الطبييب بأهمية ان يفصل بين الممثل والأنسان وألزمه بأخذ راحة يسافر فيها بعيدا عن المسرح والتمثيل وسافر هو بالفعل للأسكندرية
اما الكاتب فأنه يتقمص كل شخصيات قصته وعمله الفني فلك ان تتخيلي كمية العذابات والأمراض التي يمكن ان يصاب بها
هو بألتأكيد يجب ان يصل لمرحلة يتوقف فيها ولكن هذا الكلام يكون نظريا فقط صعب ان يكون عمليا لأن العمل لن يخرج كما يحب هو
هذا عن الجانب الفني
اما الجانب الأخر من اختيار موضوع الكتابة واسلوبها فهي تعتمد اساسا على شخصيته هو
يجب على الكاتب في جميع الأحوال ان يعلم ان الله سيحاسبه على كتاباته يوم القيامة فاليجتهد ان يكتب ما يحب يثقل ميزان حسناته حتى وان كان يكتب ادبا وروايات
وانا بعتذرلك عن التطويل في التعليق ولكن الموضوع شدني جدا
تحياتي لك
- ملحوظه اخيرة : هل هذه صدفة ان اكون انا اول من يعلق على هذا الموضوع
فهذه اول مرة اكون فيها اول تعليق عندك

mostafa rayan يقول...

جنى
عندما دخلت وقرأت الموضوع لم يكن اخي التائب الحائر قد علق بعد يبدو انه كتب تعليقه في الوقت الذى استغرقته انا لكتابة تعليقي
اول قرأة وتاني تعليق او سميها اول مكرر
تحياتي لك مرة اخرى ومرات كثيره على هذا الموضوع الرائع بحق

blue-wave يقول...

بجد مش عارف اقول ايه
حاسس انى متلخبط جدااااااااااااا
يمكن علشان مانمتش
الموضوع شيق جدا فعلا
بس غريب
معقد
بس سهل وبسيك
اسلوب الغزالى تحفه
بس الموضوع صعب
انا شكلى لسعت باين ولا ايه

كوارث يقول...

سلامو عليكم
اختي جنة
ازيك وعامله ايه ؟
مش محتاج عزومة انا :D
بالنسبة لقصة ساديزم
كان حصل بيني وبين محمد حوار وعرفت انه نازي ينزل مجموعة قصصية وكده وبناء عليه تم اختيار صاحب العقل الكبير لسر الكلام على أن يكون القادم أفضل
والحمد لله محمد مخيبش التوقعات ..
فعلاً يعني تفوق على نفسه في القصة ده اللي بعتقد شحصيًا انها بداية روائع هتيجي بعد كده
ده بخصوص قصة ساديزم نفسها بالنسبة لكلامك انتي بقه فمش عارف ادعي عليكي ولا اعمل ايه بالظبط !!
الموضوع ممتاز جدًا .. صحيح هوا قصير ولو اخترنا ساديزم كعمل يمكن الكلام عنه فلن ننتهي لان القصة رهيبة المفعول والمدى فعلاً
ويمكن تعليقك على الاجزاء المحدودة جدًا ده منها خير دليل على كده وان كان بيشف عن طريقة تلقي عالية جدًا وعقل مفكر ما بيبطلش . ما شاء الله
اظن انا كده ابقى محق لو قلت لازم تشاركيني في سر الكلام ؟
يعني الكلام اللى حاولتي تضحكي بيه عليا مالوش اساس خالص من الصحة :D
لاني موقن تمامًا دلوقتي انك لو عايزة تنقدي يوسف ادريس - وانا معرفش الراجل ده يتنقد ازاي اصلا - هتعمليها !
بلاش دلع بقه وبلغيني موافقتك
مش هعلق على تعليقاتك على القصة لاني فعلا لو بدأت مش هخلص
خاصة اني مش هكتفي بالاجزاء ده ممكن توسع مني !
فبلاش
بس بجد
حلو قوي

عاشقة القمر يقول...

ايه داه مدونتك بجد جميل مش عارفه قولك ايه فعلا نفس معقد لدرجه عاليه كلام حلو جدا اتنمي ان تكرر زيارتك الي مدونتي

rovy يقول...

اختى الحبيبه
اولا حمد الله على سلامة مدونتك الغاليه و ربنا يحميها و يحميكى ..

قصه ساديزم للغزالى طبعا عبقريه و ابداع .. و نقدك للقصه رائع فعلا والاكثر من هذا انى لو لا اعرفك كنت اكيد حاكون متأكده من ان تخصص سيادتك علم نفس لانك قدرتى تبحرى بمهاره و خفه فى اعماق نفس الشخصيه و تحليليها بمهاره عاليه جدا ..
احساسك و ادراكك عالى و مبهر كما عاهدتك ..
دمتى بخير فى حفظ الله
تقديرى و تحياتى

z!zOoOo يقول...

السلام عليكم

خاله جنه ( مش أدم بيقولك كده برضه)

موضوع بجد مش عارف اقولك ايه

بس هو بجد محتاج حاجتين

الاولى انى اقرا الموضوع اكتر عشان الم بالموضوع كله

التانيه انى اقرا الكتاب نفسه عشان تكمل الصوره

بس بجد أختيار جميل وذوق راقى بجد فى أنتقاء كتاباتك

تحياتى لذوقك الرفيع

أتمنى الاختلاف الى بينك وبين أخى أثمن

يكون بدأ ينتهى على خير أن شاء الله

فى رعايه الله

Purplewaves يقول...

عزيزتي جنة
لو يعرف كل أب وكل أم ماذا يفعلون بأبنائهم دون أن يدروا لترددوا مئة مرة قبل أن يتفوهوا بكلمة واحدة وقبل أن يقوموا بتصرف أهوج، إن الأطفال بالفعل كالصفحة البيضاء وهم أيضا كالحجارة ما يكتب عليها لا يمسح مهما مرت السنون. قد يظن الأهل أنهم ينسون أو أنهم لا يفهمون لكن لا إنهم يفهمون ويتأثرون ويحفر فيهم كل حرف وكل كلمة.....كم من نفس غير سوية تعيش بيننا كانت نتاج لتصرفات والدين لم يدركا خطورة كونهما والدين..... ودعيني أجيب عن سؤالك عن الإبحار في ظلمات النفس البشرية بأنه إبحار محفوف بالمخاطر لكنه يؤدي في النهاية إلى الوصول إلى الكنز ....وهو فهم خبايا تلك النفس البشرية...

تحياتي

موناليزا يقول...

فعلا جميلة بجد واستاذ محمد الغزالى ابدع حقا فى وصف هذه الحالة

Unknown يقول...

بسم الله ماشاء الله

بجد ابهرتيني

الموضوع شيق ويشد مع اني احسست ببعض التعقيد لكن اسلوبك في العرض اكثر من رائع

دمتي موفقه يا احلي جنه

rovy يقول...

جنه وحشاااااااانى جدا

بقى و انتى فى مصر بعيده و انتى فى المدينه قريبه .... يا سبحان الله ..

المهم انك يا رب تكونى بخير و سعيده دايما
ربنا معاكى و يحفظك اختى الحبيبه

تحياتى

صوت من مصر يقول...

عايزانى ارد واعلق والموضوع طويلبس جميل تسلم ايدك انا مش زعلان ولا حتى انت تزعلى ؟
ابداع ابداع يعنى

عيله مفتريه سابقا يقول...

طبعا نقد رائع جدا من حيث الكلمات والاسلوب والاحساس بالكلام المكتوب - ولونه مش نقد ادبى بالمعنى المفهوم - الا انى استشعرت احساسك فى الكلام اكثر من كاتب القصة بعينه

انا من المعجبين بكتابات محمد ، ودايما بحس بالنقطه الفلسفيه ودراسته لعلم النفس

على فكرة يا جنه كلامك ابداع فى حد ذاته
فعلا انت شخصيه عميقه جديرة بالاحترام والحب

جنه
انا احبك فى الله

سلامى العميق

الهدهد الطائر يقول...

لم يسبق لي و قرأت للكاتب محمد الغزالي الا انه من وصفك تبدو هذه القصة شيقة.
من خلال عرضك لعقدة القصة استنتجت محورين يدور حولهم الكاتب:
الأول هو واحد من الأسئلة التي تهافت عليها الفلاسفة و هو, هل الانسان مُخير أم مُسير؟ .
و المحور الثاني هو تبرير ظلم الظالم و تحويله من جلاد إلى ضحية و هو توجه قد يطول النقاش في صحته و لكني اعتقد ان الانسان عندما يُقدم على الظلم هو يعلم بأن ما يفعله هو خطأ و أما إذا كان قد تألم من ظلم وقع عليه أو على من يحب فذلك أولى بأن يعلم مرارة الظلم و يعمل على منعه ما استطاع.
ففي الغرب مثلا توجه تبرير الظلم هو من الاسباب الرئيسة لمنع عقوبة الاعدام.. و صدق الله تعالى حين قال:
" و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"

....تحياتي....

momken يقول...

تسلم ايدك
الموضوع ده ينفع علم ينتفع به وانتى ساهمتى فى نشره

الموضوع مهم جدا ومع غرابته الا انه شديد المتعه

تسلم ايدك
تحياتى

princess يقول...

انا بقالى كذا يوم بدخل اقرا وامشى من غير ما علق هههههههه
بجد اصل الموضوع صعب على امثالى فهمه هههههه
اصل موضوع النفس البشرية معقد جدا
انا محتاجة اقرا الكتاب عشان افهم ولو ان انا مفهمتش البوست ههفهم الكتاب هههههههه
تحياتى وسورى على العك اللى كتباه ده:)

mohamed ghalia يقول...

بجد موضوع أكثر من رائع
ربنا يزيدك

أبو خالد يقول...

أبنتي الغالية
تناولك لموضوع القصة زادها أبداعا
و النفس البشرية لا يدري كنهة إلا الله
و اسلوب طرحك للفكرة منتهي الأبداع
دمتي أبنة راقية الفكر
فرح بك ، و سعيد أنك تنتمي لبلدتي الغالية فخر لنا أن تكوني بيننا
بارك الله في عمرك فمدونتك كنز غالي نفيس

tarek alghnam يقول...

السلام عليكم
ماشاء الله عليكى
انبهرت بطريقه سردك للموضوع
فعلا كاننى امام قطع من البازل
وكلما وضعت قطعه زدت شوقا وتطلعاالى مابعدها
سعيد بتواجدى هنا
ودائما سأستجم بين كلماتك الرائعه
تقبلى تحياتى
ودمتى بحفظ الله

HANY YASSIN يقول...

السلام عليكم
فى الدنيا عليك أن تختار إما أن تكون الجلاد أو تكون الضحية...خياران لا ثالث لهما...
ليست كل الدنيا حروب هناك اتفاقيات سلام أيضاً

أحيانا نتصور أن الأطفال كائنات لا عقل لها ولا مشاعر ....بينما قد تصبح لحظة واحدة كفيلة بتشكيل نفوس هؤلاء الأطفال دون أن ندرى...فلا بد أن المشهد تكرر كثيرا ويتكرر كل يوم فى آلاف البيوت
هذا كلام صحيح لأن الأغلبية لا يحكمها عقل وتقول انا الذي انجبته لا يحق له إلا طاعتي وكأنه الله
تحليلك اكثر من رائع والقصة أكثر من رائعة ويبدو أن الأخ الغزالي كاتب كبير بجد
خالص التحية لك وله
نتمنى من الله ان يلهمنا التقوى من انفسنا
هاني يس

امل يقول...

السلام عليكم
أنا قرأت القصة فعلا بس أعصابي تعبت قوي أسرار النفس البشرية دي حاجة مخيفة جدا ربنا يسترها معانا
تحياتي وحبي

زئير الحب يقول...

لا أعرف ماذا يُمكن أن يُقال بعد ماقرأت!؟
ولكني معكِ يا خالة في هذا الأمر "نقطة تمركز القصة"
يمكن للطفل أن يتأثر بما يحدث في طفولته.
فيعاني أغلب الشباب والفتايات من مشاكل تسببت بسبب مشاكل أسرية منذ الصغر، قد شكلت حياتهم بصورة قوية مما جعلت شخصياتهم صعبة التعديل

فأنا بالرغم من كل ما مضي أقف أنسان جديد أستطعت أن أتخلص من جذور الماضي ، أستطعت التخلص من جذور الضعف وأصبحت قوي بما فيه الكفاية لأقف أمام هذه الدنيا، أستمتعت بالحب والحنين

ولو سألتوني من أنا... سأقول بفخر
أنا جملة مكتوبة من حروف وكلمات وفي حياتي كسرات وفتحات وضَمات. من قبل يوم 1 في اول شهر من سنتي العاشرة ... كانت هناك سطور خالية في حياتي وكانت صفحات حياتي بيضاء حتي ذلك اليوم يوم 1 في اول شهر من سنتي العاشرة. بدأت حياتي تتشكل وتنشئ فيها الجزور. والعمر يجري ويروي البذور التي بُذرت في حياتي من الصغر ... وبعد فترة من الزمان كنت أتشوق لأري ثمار هذا البذور كنت أأمل ان تكون ورود ذو رائحة زكية وألوان بهيه ، ولكن صدمتي كانت لما وجدت ان الألم هو الشعور اللي في حياتي وبيه كنت بعيش. لما نظرت للبذور لقيتها كلها أشوك وحتي اصغر الورود اللي في حياتي خنقتها الأشواك لما جيت أهرب لقيت الطريق طويل. كُنت لوحدي من غير صديق ولا حتي صاحب ياخد بإيدي وأشوفه واقف علي أول الطريق. مكنتش شايف النهاية لكني عرفت كانت فين البداية كانت في يوم 1 في اول شهر من سنتي العاشرة .وانا في نصف الطريق مش شايف أخره ومش عايز أرجع من الأول. واقف في مكاني! كانت كل خطوة معاها جرح من الشوك اللي محوطني واللي بقي جوا حياتي مروي وفي كل يوم ينفتح ينبوع حنان كاذب يروي حياتي بدل الميه خَل. ومرت الأيام ولما حاولت أخرج فشلت من كثرة الالم وطول الطريق ولقيت إن مصيري الحتمي ان أفضل كده لوحدي..، علي الاقل لحد ما أكبر واقدر اواجة العذاب والألم اللي هتألمة وانا ماشي بين الأشواك. كنت بحاول أخلع الأشواك من حياتي لكن فضلت كتير أخلع الاشواك واللي فاضل كان أكتر وأكتر. ومن هنا حسيت اني خلاص ... لازم أقبل الامر الواقع.
ألغاز وحروف في كلمات اتمني اني اقدر اعبر بيها عن اللي جوايا ... حتي وقت قصير كنت عايش حياتي
* وحيد مع اكبر عدد لا تتخيلوه من الناس حوليا،
* حزين وعلي وجهي ابتسامة تبهج كل من ينظر اليها،
* متفائل وانا لا اري اي أمل في حياتي مع كل هذا الألم،
* مُشجِع وانا أكثر الناس أحباطاً.

ولكني اليوم أنسان جديد تذوق معني الحب رفضت الإستسلام للماضي الذي يكفي لجعلي أنسان أخر غير الذي تروه اليوم

كنت من الممكن أن أكون مجرماً بسبب ما حدث معي في طفولتي

كان من الممكن أن أستمر في طريقي هذا وأعلق هذا الخطأ علي شماعة الماضي.

لكني رفضت وأخترت أن أكون أنا .... أخترت أن أكون أنسان جديد

أخترت أن أكون

زئير الحب

الربان يقول...

تحياتي

القصة تبدو جميلة مستفزة للعقل...ليفكر و يربط بين أحداثها.

النفس لا يعلم أغوارها الا الله...تبارك الله أحسن الخالقين...و لكننا نحاول ان نغوص و نختبر اعماقها...و لكننا كلما تعمقنا ادركنا عظمة الخالق و ابداعه في صنع المخلوق الا و هو الانسان.
تحياتي و تقديري

ولد مصري يقول...

قريت الموضوع اكتر من مرة وكل مرة بدخل اعلق وبعدين أرجع في كلامي

الحقيقة انا مش عارف ابتدي منين لان الحزن والحرقة على هؤلاء الشباب خلتني مش عارف اقول ايه

مين السبب في الكلام ده كله هل البيئة والمكان اللي عايشين فيه ولا الاعلام حالة التخبط اللي الناس عايشنها بقت تخليهم عايزين يجربوا وخلاص

انا اعتقد ان الشباب دول ملقوش حد يتكلم معاهم ويعرض لهم الدين وقدرة الله وعظمة الله وكلمهم عن الجنة والنار فمعرفوش حاجة غير الدنيا اللي هما عايشين فيها

فعلا مساكين لانهم ملقوش حد يوجهم ومساكين مرة تانية لانهم ملقوش حد ياخد بإيديهم لحد ما وصلوا لما هم فيه

إنا لله وإنا إليه راجعون

LOST يقول...

سلام عليكم

ازيك جنه

هنا انت تبحر دون ان تغرق وتطفو دون ان تنجو....فأنت تخاف وتريد...وتحلم بأن تفهم كل ألغازك ...وكل ماتخفيه نفوس البشر من حب وكره ومن ايثار وحقد...ومن تراكمات وانتقامات....
حتى الأطباء النفسين عند تحليل شخصيتك ...فانهم يضعون أرقاما ونسب تقريبيه...وكأنها مسأله حسابيه...

تحياتي ليكي ياقمر

Unknown يقول...

واضح انى دايما متأخرة :(
طبعا اانا بعتذر لان دا حمق منى
انا قرأ القصة والموضوع وراجعة ان شاء الله

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
انا قرأت القصة من قبل واستوقفنى
جمال القصة وبراعه كاتبها فى الصياغة
وانتبهت الى ان ذلك المشهد هو ما حول الشخصية او اظهر مرضها
لكن نقدك
وكلماتك اظهرت عمق وخطورة تلك المشاهدات
تحليلا اضفها بعدا اخرى اثقل القصة اكثر وجعلها كدرس لابد لنا من اعادة
قرأته والتمعن فيه لنحتذى بما فيه من جوانب صالحة ستفيدنا

بجد سلمت يداك ووفقك الله الى ما يحبه ويرضاة

جنّي يقول...

السلام عليكم
شكرا اخت جنة على سؤالك عنا وتفقدك لنا ..
موضوع شيق .. لابد فعلا من الانتباه إلى هذا المرض وخطورته حتى لا يتمكن من أطفالنا من خلال التربية السيئة والسلوك الغير سوي من الكبار امام اطفالهم ..
لقد تناولت السينما هذا المرض وأكثر ما كان يظهر من خلال ضباط وجنود يقومون بتعذيب الأبرياء كفيلم البرئ والكرنك واحنا بتوع الاتوبيس .. وكانت تصور جزء من الاف الأجزاء التي تحدث في الواقغ ..

شكرا

واحد من البلد دى يقول...

السلام عليكم

شكر خاص لحضرتك على الزيارة و السؤال

لا يقتل الإبداع صاحبه إلا فى حالةواحدة..؟؟؟
أن يكون صاحبه بعيدا عن المبدع الحقيقى....(الله)سبحانه و تعالى
أكرر شكرى..دمتى متواصلة

ولد مصري يقول...

جنة

معلش متهيألي إن دي اول مرة تحصل ويمكن تكون كمان الأخيرة

تعليقي السابق فعلا كان يخص مدونتك التانية عباد الرحمن

أدي أخرة اللف في المدونات وإني أفتح خمس مدونات في نفس الوقت

وطبعا ده كمان بسبب حالة اللاوعي والتداخل بين الذات والآخر والتي تجعلني أخرج من مركزية التفكير إلى المساحة التي عندهاافقد الذاتية

صباح الفل

أنفاس الصباح يقول...

عزيزتى جنة
هذه اول زيارة لى عندك
التقيت بك فى تعليقات فى مدونات اخرى
ولكن لم يقدر الله لى دخول مدونتك الا اليوم
مدونة اكثر من رائعة
وخسارة انى لم ادخلها من قبل
هذه القصة انا قرأتها عند الغزالى
وشعرت بقشعريرة عند قراءتها اول مرة
ولكن لم استوعب سبب ذلك الا بعد قراءة
هذه التدوينة عندك
فعلا هى ابداع مخبف
ولكنى توقفت عند كلماتك
(الطفل ليس جسدا تغذية ومسجلا تحفظ فيه المعلومات وتفخر بانه يستطيع ان يكرر الأرقام والحروف ....ان الله قد استودعك هذه النفس البشرية أمانة وعليك أن تتعهدها بالتزكية وتغرس فيها قيم الخير وإلا أصبحت أرضا خصبة لكل الأمراض النفسية)
انها فعلا امانة
استشعر الان عظم هذه المسؤلية
اعاننا الله على حفظها وغفر لنا الزلل
تقبلى تحياتى وتقديرى